«جائحة إعاقة» في غزة.. الأطفال يدفعون الثمن الأكبر للحرب الإسرائيلية

«جائحة إعاقة» في غزة.. الأطفال يدفعون الثمن الأكبر للحرب الإسرائيلية
إعاقات بين أطفال غزة- أرشيف

دفعت الحرب الإسرائيلية على غزة، المستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا، الأطفال الفلسطينيين إلى حافة الفناء، حيث لم تسلم أي فئة عمرية من الموت، بدءًا من الأجنة في أرحام أمهاتهم، مرورًا بالخدج في الحاضنات، وحتى أولئك الذين لم يتجاوزوا 18 عامًا. 

وبحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استشهد نحو 17,861 طفلًا منذ بداية الحرب، من بينهم 214 رضيعًا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب، فيما بلغ عدد الأطفال الذين قضوا قبل بلوغ عامهم الأول نحو 808 أطفال.

وعلى مدى أكثر من 15 شهرا، استهدفت الغارات الإسرائيلية الحوامل وأجنتهن، حيث أفادت مصادر طبية بوقوع ضحايا من النساء الحوامل دون وجود إحصائيات دقيقة لعددهن. 

وفي 10 نوفمبر 2023، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى "النصر" للأطفال بغرب مدينة غزة، وأجبر الطواقم الطبية على المغادرة بالقوة، رافضًا إجلاء الأطفال الخدج، ما أدى إلى وفاة خمسة منهم نتيجة انقطاع العلاج اللازم.

كارثة الإعاقة بين الأطفال

أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، في ديسمبر 2024، أن غزة تشهد "جائحة إعاقة"، حيث سُجّلت أعلى نسبة مبتوري أطراف من الأطفال عالميًا. 

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أُصيب نحو 4,500 طفل ببتر في أطرافهم، ما يعادل 18% من إجمالي الإصابات.

وأشار المكتب الإعلامي في يناير 2025 إلى أن 3,500 طفل مهددون بالموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، مع استمرار القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات الغذائية. 

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، لقي عشرات الأطفال حتفهم بسبب سياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل.

أطفال بلا آباء أو أمهات

تُظهر الأرقام الرسمية أن 38,495 طفلًا يعيشون دون والديهم أو أحدهما نتيجة العدوان الإسرائيلي، بسبب القتل أو الاعتقال. 

وفي فبراير 2024، أشار جوناثان كريكس، مدير اتصالات منظمة "اليونيسف"، إلى أن "كل طفل من هؤلاء يحمل قصة مأساوية خلف فقدانه لأسرته".

وأعلنت وزارة التربية والتعليم في غزة أن إسرائيل قتلت أكثر من 15,000 طفل في سن التعليم المدرسي، ما يعادل تدمير القوة البشرية لأكثر من 30 مدرسة. 

وأشارت إلى إصابة أكثر من 50,000 طالب وطالبة، العديد منهم أصيب بإعاقات دائمة، وسط توقعات بزيادة أعداد الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة خمسة أضعاف.

الحاجة إلى الدعم النفسي

وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في 24 يناير 2025، إن مليون طفل في غزة بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي نتيجة تعرضهم للصدمة، والاكتئاب، والقلق.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن "جيلًا كاملًا في غزة يتعرض لصدمة نفسية عميقة تهدد مستقبلهم".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية