وصول 350 مهاجراً غير شرعي إلى جزيرة غافدوس اليونانية خلال 24 ساعة
وصول 350 مهاجراً غير شرعي إلى جزيرة غافدوس اليونانية خلال 24 ساعة
شهدت جزيرة غافدوس اليونانية، تدفقًا غير مسبوق للمهاجرين، حيث وصل نحو 350 شخصًا، جميعهم من الرجال، إلى سواحلها خلال 24 ساعة فقط، في أكبر عملية وصول تسجلها الجزيرة الصغيرة في يوم واحد.
وأفاد موقع "مهاجر نيوز"، الجمعة، بأن هؤلاء المهاجرين قدموا عبر سبعة قوارب، ما يعكس تصاعدًا ملحوظًا في استخدام مسار الهجرة عبر شرق ليبيا باتجاه الجزر اليونانية.
رصدت السلطات اليونانية ثلاثة قوارب على بعد 20 ميلًا بحريًا جنوب الجزيرة، تحمل 181 مهاجرًا، وتمكنت فرق خفر السواحل من إنقاذهم ونقلهم إلى غافدوس.
ووصلت مجموعة أخرى مكونة من 55 مهاجرًا إلى ميناء كارافي شمال غربي الجزيرة، بينما نزل 113 آخرون بشكل مستقل على شاطئ "تريبيتي" جنوب الجزيرة.
ونظرًا لافتقار غافدوس إلى البنية التحتية اللازمة لاستقبال هذا العدد الكبير من الوافدين، تم نقلهم إلى جزيرة كريت المجاورة.
تصاعد أعداد المهاجرين
تحولت غافدوس وكريت خلال العام الماضي إلى محطات رئيسية للمهاجرين القادمين من سواحل طبرق شرق ليبيا، على بعد 300 كيلومتر.
ووفقًا لمنظمة دعم اللاجئين في بحر إيجة (RSA)، فقد استقبلت غافدوس 3319 مهاجرًا في عام 2024، معظمهم من سوريا والسودان، فيما شهدت كريت وصول 1842 مهاجرًا، ليبلغ إجمالي الوافدين إلى الجزيرتين 5161 شخصًا، أي أكثر بستة أضعاف مقارنة بعام 2023.
تواجه جزيرة غافدوس، التي يبلغ عدد سكانها نحو 200 نسمة فقط، أزمة متفاقمة في التعامل مع هذا التدفق الكبير، حيث لا تضم سوى عدد محدود من المرافق الأساسية مثل مخبز واحد ومدرسة واحدة ومحال بقالة قليلة.
صعوبة توفير الغذاء والإمدادات
وفي مارس 2024، حذّر رئيس بلدية الجزيرة من أن مواردها محدودة، مؤكدًا أن توفير الغذاء والإمدادات بات يشكل تحديًا كبيرًا.
أما في كريت فالوضع ليس أفضل بكثير، حيث يضطر المهاجرون إلى النوم في أماكن غير مهيأة، بما في ذلك مواقف السيارات المفتوحة، وسط نقص حاد في المرافق الصحية والخدمات الأساسية.
وانتقدت منظمات حقوقية الظروف "غير الإنسانية" التي يعاني منها الوافدون، مشيرة إلى غياب التدفئة، وندرة البطانيات، وانعدام الخدمات الصحية المناسبة.
مخاطر الطريق الجديد
يثير هذا المسار البحري الجديد من شرق ليبيا مخاوف كبيرة بين السلطات والعاملين في المجال الإنساني، خاصة بسبب افتقار المنطقة لدوريات خفر السواحل وسفن الإنقاذ الإنسانية مقارنة بالمناطق المقابلة لغرب ليبيا وتونس.
ويعتمد المهاجرون في رحلتهم الخطرة على قوارب صيد قديمة أو زوارق غير مجهزة، ما يزيد من احتمالية وقوع كوارث إنسانية.
وفي 14 ديسمبر الماضي، لقي ثمانية أشخاص مصرعهم غرقًا قبالة سواحل كريت، فيما فقد نحو 40 آخرين في حادث مأساوي يعكس المخاطر المتزايدة لهذا الطريق.