«فرانس برس»: قوات الدعم السريع وحلفاؤها يوقعون على «دستور انتقالي» في نيروبي

خطوة جديدة نحو تشكيل حكومة موازية

«فرانس برس»: قوات الدعم السريع وحلفاؤها يوقعون على «دستور انتقالي» في نيروبي
تردي الأوضاع الإنسانية في السودان- أرشيف

وقّعت قوات الدعم السريع السودانية، إلى جانب مجموعات متحالفة معها، على وثيقة دستورية تمهّد الطريق لإنشاء حكومة موازية، وفقًا لما أكده أحمد تقد لسان، عضو اللجنة التحضيرية لـ"تحالف السودان التأسيسي"، اليوم الثلاثاء.

وأوضح تقد لسان أن التوقيع جرى في العاصمة الكينية نيروبي خلال اجتماع حضرته جميع الأطراف التي سبق أن وقّعت على "الميثاق التأسيسي" لهذا التحالف، وفق وكالة فرانس برس. 

وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار ترتيب سياسي جديد يهدف إلى إضفاء طابع مؤسسي على القوى المناهضة للحكومة المركزية في السودان.

خلفيات التوقيع وأبعاده السياسية

وسعت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منذ اندلاع النزاع مع الجيش السوداني في أبريل 2023، إلى تعزيز موقفها سياسيًا وعسكريًا، خاصة بعد سيطرتها على أجزاء واسعة من السودان، لا سيما في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور.

ورأت أطراف سياسية ومراقبون أن توقيع هذا الدستور الانتقالي قد يشير إلى مساعٍ جدية لتأسيس كيان سياسي بديل للحكومة السودانية بقيادة الجيش، وهو ما قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويدفع باتجاه مزيد من الاستقطاب الداخلي.

وتسببت الحرب المستمرة في السودان في حالة من الشلل السياسي والاقتصادي، حيث فشلت جهود الوساطة الإقليمية والدولية في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، في وقت يعاني فيه ملايين السودانيين من أوضاع إنسانية كارثية، مع نزوح أكثر من 7 ملايين شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ويرى مراقبون أن الخطوة التي أقدمت عليها قوات الدعم السريع قد تؤدي إلى تفاقم حالة الانقسام داخل السودان، إذ قد تواجه رفضًا من الأطراف السياسية الأخرى التي تدعم حكومة الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مما يزيد من احتمالات استمرار الصراع لفترة أطول.

موقف المجتمع الدولي

لم تعلّق بعد الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، على هذه الخطوة، لكن من المتوقع أن تُثير جدلًا واسعًا، خاصة أن المجتمع الدولي لا يزال يعترف بالحكومة الانتقالية المدعومة من الجيش.

ويعتقد محللون أن توقيع هذا الدستور قد يكون محاولة من قوات الدعم السريع لفرض أمر واقع جديد في السودان، يُعزز من موقفها التفاوضي في أي محادثات سلام مستقبلية.

إمكانية التنفيذ

رغم التوقيع على الوثيقة الدستورية، لا تزال هناك العديد من التساؤلات حول مدى إمكانية تنفيذها على أرض الواقع، وما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي بالفعل إلى تشكيل حكومة موازية، أم أنها مجرد إعلان سياسي للضغط على الحكومة المركزية.

وتظل الأزمة السودانية في حالة من التعقيد، حيث تتداخل الأبعاد العسكرية والسياسية والإنسانية، في ظل استمرار الصراع بين القوات المتناحرة وعدم وجود رؤية واضحة لإنهاء الحرب التي أدخلت السودان في واحدة من أسوأ أزماته منذ الاستقلال.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية