البيت الأبيض: الفرنسيون لا يتكلمون الألمانية اليوم بفضل الولايات المتحدة

ردا على طلب نائب فرنسي بإعادة تمثال الحرية

البيت الأبيض: الفرنسيون لا يتكلمون الألمانية اليوم بفضل الولايات المتحدة
تمثال الحرية

هاجم البيت الأبيض، الاثنين، النائب الفرنسي، رافاييل غلوكسمان بعد مطالبته الولايات المتحدة بإعادة تمثال الحرية، مؤكّدًا أن الفرنسيين لا يتحدثون الألمانية اليوم بفضل الولايات المتحدة.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، في تصريح رسمي أنه "بفضل الولايات المتحدة دون سواها، لا يتحدث الفرنسيون الألمانية اليوم، لذا ينبغي أن يكونوا ممتنين جدًا لبلدنا العظيم"، وانتقدت غلوكسمان بلهجة حادة، واصفة إياه بأنه "سياسي فرنسي صغير غير معروف".

وأطلق غلوكسمان، البالغ من العمر 45 عامًا، هذه التصريحات خلال لقاء سياسي، الأحد، منتقدًا التوجهات الأمريكية الحالية تجاه أوروبا وأوكرانيا، واتّهم بعض المسؤولين الأمريكيين بالتقارب مع "الطغاة" ومعاداة القيم الديمقراطية.

وقال غلوكسمان: "سنقول للأمريكيين الذين اختاروا الاصطفاف إلى جانب الطغاة وطردوا الباحثين بسبب ممارستهم الحرية العلمية: أعيدوا لنا تمثال الحرية.. لقد قدّمناه لكم هدية، لكن يبدو أنكم تحتقرونه".

ردّ غلوكسمان 

نشر غلوكسمان، الاثنين، بيانًا مطولًا على منصة "إكس"، ردّ فيه على ما وصفه بـ"إدارة ترامب المخزية"، متوجّهًا إلى الأمريكيين مباشرةً باللغة الإنجليزية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة التي ساعدت فرنسا في الحرب العالمية الثانية كانت عدوًا للفاشية، وليست صديقة لبوتين.

وأضاف: "لما كنت هنا اليوم لولا مئات الآلاف من الشبان الأمريكيين الذين نزلوا إلى شواطئ النورماندي"، وتابع: "لكن أمريكا التي أنتمي إليها لم تكن تتملّق الطغاة، بل كانت تقاتلهم.. كانت تدعم المقاومة ولا تهاجم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".

وانتقد غلوكسمان مواقف بعض المسؤولين الأمريكيين، معتبرًا أن السياسة الحالية لا تعكس القيم الحقيقية لأمريكا التي طالما احتفت بالعلم والحرية وحقوق الإنسان.

وقال: "تمثال الحرية ملككم، لكن ما يجسّده ملك للجميع، وإذا لم تعد حكومتكم مهتمة بالعالم الحر، فسنحمل الشعلة هنا في أوروبا".

وأوضح أن طلبه إعادة التمثال كان رمزيًا، وهدفه إثارة "نداء استيقاظ" للولايات المتحدة حتى تعود إلى دورها التاريخي في الدفاع عن الديمقراطية.

توتر العلاقات الأوروبية الأمريكية 

عكست هذه التصريحات تصاعد التوتر بين بعض القادة الأوروبيين والإدارة الأمريكية، خاصة في ظل التغييرات السياسية والمواقف المتباينة بشأن الحرب في أوكرانيا والعلاقات مع روسيا.

وتُعد هذه الحادثة إشارة جديدة إلى تزايد الهوة بين ضفتي الأطلسي، حيث يطالب بعض الأوروبيين بموقف أكثر استقلالية عن واشنطن، في حين ترى الولايات المتحدة أن التزامها تجاه أوروبا ليس موضع شك، بل هو قائم على المصالح المشتركة.

التواترات التجارية

وعلى الصعيد التجاري، حذّرت الغرفة التجارية الأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، من أن التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وأوروبا قد تعرض للخطر أعمالًا تبلغ قيمتها 9.5 تريليون دولار سنويًا.

ونقلت وكالة "رويترز" عن التقرير السنوي للغرفة، التي تضم أكثر من 160 شركة كبرى، من بينها أبل وإكسون موبيل وفيزا، أن تجارة السلع والخدمات بين ضفتي الأطلسي سجلت أرقامًا قياسية خلال عام 2024، حيث بلغت قيمتها تريليوني دولار.

ورأى التقرير أن عام 2025 يحمل في طياته فرصًا كبيرة، لكنه في الوقت ذاته محفوف بالأخطار، نظرًا للتصعيد التجاري المستمر بين أكبر شريكين تجاريين في العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية