بالتعاون مع اليونيسف.. مشروع المياه النظيفة في مصر خطوة نحو حياة كريمة للأطفال

بالتعاون مع اليونيسف.. مشروع المياه النظيفة في مصر خطوة نحو حياة كريمة للأطفال
وصلة مياه في أحد المنازل بصعيد مصر

بينما يعد الحصول على المياه الآمنة حقًا أساسيًا لكل طفل، لا يزال الملايين في مصر يواجهون صعوبات في الوصول إلى مياه نظيفة، خاصة في المناطق الريفية والعشوائية، وتبذل الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمة اليونيسف جهودا حثيثة لتوفير هذا المورد الأساسي للجميع.

تحسين البنية التحتية للمياه 

وفقا لتقرير نشره موقع أخبار الأمم المتحدة اليوم الجمعة، شهدت العقود الأخيرة تطورًا كبيرًا في شبكات المياه بمصر، حيث بات 91% من السكان يحصلون على المياه مباشرة في منازلهم، ومع ذلك لا يزال نحو 7.3 مليون شخص، خصوصًا في القرى والنجوع، يعانون من نقص المياه النظيفة، مما يجعل الجهود مستمرة لضمان وصولها لكل أسرة.

في هذا الإطار، تعمل "يونيسف مصر" بالتعاون مع الشركة المصرية القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي والجهات المحلية والجمعيات الأهلية لتحسين إمدادات المياه، خاصة في جنوب صعيد مصر، حيث تعاني محافظات أسوان وقنا وسوهاج والأقصر من مشكلات في الوصول إلى مياه الشرب الآمنة.

المياه النظيفة تغير حياة الأسر

يعيش سكان العديد من القرى في صعيد مصر معاناة يومية بسبب نقص المياه، وحول هذه الأزمة يقول أحد المواطنين: "المياه الجوفية التي نملكها غير صالحة للشرب، وكنا نحصل على مياه الشرب مقابل مالي من أماكن بعيدة. لكن مشروع تحسين المياه في خور عواضة والأمبركاب والزيداب غيّر الوضع، فالمياه الآن تصلنا بكفاءة وجودة عالية".

أما أحد طلاب المدارس فيؤكد على دور المشاريع التوعوية، قائلًا: "تعلمنا أهمية ترشيد استهلاك المياه، وصرنا أكثر وعيًا بكيفية الحفاظ عليها".

محطات مياه حديثة.. وتأثير ملموس على المجتمعات

في إطار هذه الجهود، تم تدشين محطة جديدة للمياه في خور عواضة بأسوان، مما ساهم في توفير مياه آمنة للسكان. تقول إحدى المواطنات: "أشكر الرئيس السيسي على إنشاء محطة المياه، فقد كان الوصول إليها صعبًا في السابق".

فيما يضيف أحد السكان: "المياه كانت تنقطع لأيام وتصل إلينا محملة بالرواسب، لكن بعد إنشاء المحطة، باتت المياه نظيفة ومتوفرة بشكل مستمر".

الطاقة الشمسية.. حل مستدام لمعالجة المياه

من أبرز المشاريع الحديثة التي تم إطلاقها، أول محطة طاقة شمسية لمعالجة مياه الشرب في منطقة جبل تقوق بأسوان، والتي تهدف إلى تزويد 365 ألف مواطن بالمياه النظيفة. 

تقول الأستاذة رشا مرزوق من فريق برنامج المياه والإصحاح البيئي في يونيسف مصر: "هذه المحطة تعد نموذجًا لاستغلال الطاقة المتجددة لضمان استدامة الوصول إلى المياه النظيفة".

ضمن مبادرة "المياه من أجل الحياة"، شاركت اليونيسف مع أندية الروتاري والشركة القابضة لمياه الشرب في دعم تدريب 700 موظف لتحسين خدمات المياه، إضافة إلى توصيل المياه النظيفة لأكثر من 30 ألف أسرة، أي ما يعادل 150 ألف شخص، بينهم 80 ألف طفل.

دعوة للتكاتف من أجل مستقبل أفضل

يؤكد جيرمي هوبكنز، ممثل اليونيسف في مصر، أهمية الجهود المستمرة لضمان حق الأطفال في المياه النظيفة، قائلًا: "كل يوم، يسير الأطفال مسافات طويلة للحصول على مياه قد لا تكون نظيفة، بينما يمكننا جميعًا أن نسهم في تغيير هذا الواقع، من خلال التبرع والمشاركة، يمكننا توفير المياه لكل طفل، مما يمنحهم الفرصة للعيش بصحة جيدة، والتعلم، واللعب بدلاً من قضاء يومهم في البحث عن المياه".

تبقى الشراكة بين اليونيسف والجهات الحكومية في مصر حجر الأساس لضمان استدامة مشاريع المياه، ليس فقط من خلال البنية التحتية، بل أيضًا عبر التوعية بضرورة ترشيد استهلاك المياه وحمايتها للأجيال القادمة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية