«فرانس برس»: تراجع النشاط التجاري للمهاجرين في نيويورك تحت وطأة سياسات ترامب

«فرانس برس»: تراجع النشاط التجاري للمهاجرين في نيويورك تحت وطأة سياسات ترامب
مهاجرون يعرضون بضائعهم في نيويورك

 

رصدت وكالة "فرانس برس" في تقرير لها الجمعة تراجع الوضع الاقتصادي للمهاجرين في الولايات المتحدة، لافتة أنه وسط أجواء من الخوف وعدم اليقين، يشهد حي كوينز في نيويورك على سبيل المثال ركودًا غير مسبوق في النشاطات التجارية التي يعتمد عليها المهاجرون، حيث اضطر العديد من أصحاب المتاجر إلى إغلاق محالهم بسبب التراجع الحاد في الإقبال، في ظل سياسات الهجرة الصارمة التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

متاجر فارغة وزبائن غائبون

وعبّر نادر، صاحب متجر أثاث في كوينز، عن حالة الإحباط التي تعيشها مجتمعات المهاجرين، قائلًا: "الوضع هنا يكاد يكون ميتًا"، ويضيف أن معظم زبائنه من غواتيمالا لم يعودوا يخرجون إلى الشوارع خشية التوقيف والترحيل، ما انعكس على أعماله التجارية التي تعاني من ركود غير مسبوق.

وفقا للوكالة لم يكن نادر الوحيد المتضرر، فالساحة الرئيسية في حي كورونا، التي كانت يومًا ما نابضة بالحياة، باتت هادئة بشكل غير معتاد، فمحال الملابس، ومتاجر البقالة، ومكاتب تحويل الأموال، وأكشاك الطعام، جميعها تشكو من انخفاض كبير في الإيرادات وصل إلى النصف.

الخوف من الاعتقالات والترحيل دفع العديد من المهاجرين إلى تقليل نفقاتهم إلى الحد الأدنى، كما يوضح خافيير، وهو موظف في متجر للهواتف، حيث لاحظ انخفاضًا في عدد الزبائن الذين أصبحوا يفضلون الحفاظ على خطط هواتفهم بأقل تكلفة، بينما يؤجلون شراء أي أجهزة جديدة.

تسريح العمال والمصير المجهول

تزايد عمليات الترحيل أدى إلى حالة من عدم الاستقرار في سوق العمل، حيث أصبحت الشركات تتجنب تشغيل المهاجرين غير المسجلين خشية التعرض للمساءلة القانونية، ويؤكد فرانسيسكو لوبيز، العامل في قطاع البناء، أن أصحاب العمل باتوا يغيرون العمال كل 15 يومًا، خوفًا من المداهمات، وهو ما جعله يعاني من عدم الاستقرار المادي.

المخاوف من الترحيل لم تمنع البعض من مواصلة العمل رغم التحديات. سيدة مكسيكية تملك كشكًا للطعام في كورونا، تقول إنها كانت تكسب 500 دولار يوميًا في السابق، لكنها الآن تجد صعوبة في تحقيق 140 دولارًا، مشيرة إلى أنها مضطرة للعمل رغم قلقها من احتمال ترحيلها، وتفكر في إعطاء ابنتها الكبرى توكيلًا لرعاية أشقائها في حال تم توقيفها.

المهاجرون بين الأزمة والمقاومة

يعلق نادر بحسرة: "لو قال ترامب إنه لن يمس من لا يملكون وثائق، لكان الوضع مختلفًا، لكنه يصر على تنفيذ عمليات الطرد"، في ظل هذه الأوضاع، يواجه المهاجرون في نيويورك واقعًا صعبًا بين الخوف من الترحيل والمكافحة للحفاظ على أعمالهم وحياتهم في مجتمع أصبح أكثر صعوبة بالنسبة لهم.

يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعهّدت بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير النظاميين.

ورغم أن معدلات الترحيل الأولية في عهد ترامب كانت أقل من المتوسط الشهري المسجّل في السنة المالية 2024 تحت إدارة جو بايدن، فإن عمليات الترحيل في عهد بايدن ركزت على المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة حديثًا عبر الحدود.

وأصدرت إدارة ترامب لائحة تنظيمية جديدة، من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 11 أبريل المقبل، تلزم المهاجرين غير النظاميين بالتسجيل لدى الحكومة الفيدرالية، وإلا فسيواجهون غرامات مالية أو عقوبات بالسجن.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية