«إيران إنترناشيونال»: الإيرانيون يهربون من القمع لعالم آخر خلف الأبواب المغلقة

«إيران إنترناشيونال»: الإيرانيون يهربون من القمع لعالم آخر خلف الأبواب المغلقة
ملهى ليلي في طهران

قالت قناة "إيران إنترناشيونال" في تقرير لها، الأحد، إن السلطات الإيرانية تفرض قيودًا صارمة على الحريات العامة، خصوصًا في ما يتعلق بالحجاب والممارسات الاجتماعية، لكن مع حلول الليل، تنبض العاصمة طهران بحياة أخرى خلف الأبواب المغلقة، حيث تشتعل الموسيقى، وتتراقص الأضواء، وتُسكب المشروبات المحظورة في أجواء من التحرر المخفي عن أعين النظام.

وبحسب القناة، يبدأ كل شيء برسالة نصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أحد المقاهي السرية في المدينة، تدعو الراغبين إلى ليلة لا تُنسى، بشرط دفع مبلغ مقدم يضمن الدخول إلى هذا العالم المخفي. 

يوضح مدير أحد هذه المقاهي أن تكلفة الحجز تبدأ من 15 مليون ريال إيراني (نحو 17 دولارًا)، مع رسوم إضافية تُدفع مقابل "الخدمة الخاصة"، التي تعني أجواءً بلا قيود، حيث يُسمح بالرقص، والشرب، والاختلاط بين الجنسين بحرية.

النهار للقمع.. والليل للهروب

في الصباح، تهيمن القيود الأمنية على المشهد، حيث تراقب الكاميرات الشوارع وتفرض الشرطة غرامات على النساء اللاتي يتجرأن على الخروج دون غطاء رأس. 

أما بعد غروب الشمس فتتغير الملامح، حيث تنشط شبكة سرية لتوفير الكحول المحظور، من الويسكي المهرب إلى "عرق سكي" المحلي الصنع، بأسعار تعتمد على جودة المنتج ومصدره.

النادي السري في قلب طهران

الموقع في أحد الأحياء الراقية بشمال طهران، حيث لا شيء يوحي بوجود نشاط استثنائي.. لا لافتات، لا جرس على الباب، فقط مدخل يبدو عاديًا لمطعم أو مقهى. 

لكن خلفه، تمتد قاعة ضخمة تضم مئات الأشخاص، يجلسون حول طاولات مليئة بزجاجات غير موسومة، تُسكب محتوياتها بحذر في أكواب المشروبات الغازية.

في تمام الواحدة صباحًا، تنطفئ الأضواء، ليبدأ الرقص، يشتد صوت الموسيقى، ويتحرك الجميع في نشوة لحظاتٍ مسروقة من واقعهم القاسي.

الحرية المؤقتة والمخاطر المحيطة

وسط هذه الأجواء، تحذر إدارة النادي مرتاديه من التصوير، خوفًا من مداهمات أمنية قد تنهي هذه المساحة المؤقتة من الحرية. 

ورغم ذلك، يؤكد الزوار أن هذه اللحظات تستحق المخاطرة، حيث أصبحت هذه الحفلات بديلاً عن السفر إلى وجهات أكثر تحررًا خارج البلاد.

ومع اقتراب الفجر، يغادر الجميع مترنحين، ليس فقط تحت تأثير الكحول، بل تحت تأثير نشوة الحرية العابرة. 

وفي الخارج، تعود طهران إلى واقعها الصارم، حيث تفرض السلطات قبضتها الحديدية على الشوارع، لكن داخل هذه العوالم السرية، يتمرد الشباب الإيراني على القيود، ويخلقون مساحتهم الخاصة من الحرية التي يرفضون التخلي عنها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية