«إيران إنترناشيونال»: تجمع «العلويين» بأرومية يثير مخاوف بشأن التوترات العرقية

«إيران إنترناشيونال»: تجمع «العلويين» بأرومية يثير مخاوف بشأن التوترات العرقية
تجمع «العلويين» في أرومية

شهدت مدينة أرومية الإيرانية تجمعًا أثار موجة من الجدل السياسي والإعلامي داخل إيران وخارجها، حيث أقيمت مراسم تحت عنوان "اجتماع العلويين"، رافقها رفع شعارات دينية وعرقية، وسط تصرفات اعتبرها البعض استفزازية ضد الأكراد.

وذكرت قناة "إيران إنترناشيونال"، الاثنين، أن الدعوة لهذا التجمع جاءت من رئيس مجلس مدينة أرومية، محمد خليل بور، وحضره شخصيات بارزة مثل نادر النائب السابق عن المدينة، قاضي ‌بور. 

وشهد التجمع ترديد شعارات مثل "يا حيدر يا حيدر"، إلى جانب شعارات عرقية ورفع صور رجال دين محليين، بينما ظهر المشاركون وهم يحملون عصيًا خشبية متشابهة.

وجاءت هذه الدعوة بعد يوم من احتفال المواطنين الأكراد بعيد النوروز في المدينة، والذي تزامن مع 21 رمضان، ذكرى استشهاد الإمام علي، وهو ما أثار استياء رئيس مجلس المدينة ودفعه للدعوة إلى تجمع العزاء.

انقسام في ردود الفعل

أثار التجمع ردود فعل متباينة، حيث رأت وسائل إعلام مستقلة ونشطاء مدنيون أن الحدث يأتي في إطار سياسة "فرق تسد" التي تهدف إلى تأجيج النزاعات العرقية في إيران.

موقع "كردبرس" أشار إلى أن "السلوك المسيء" لبعض المشاركين جاء نتيجة تحريض من القوميين الأتراك، إلى جانب توجيهات من بعض المؤسسات الأمنية.

وفي المقابل، اعتبرت وسائل الإعلام المحافظة أن المراسم كانت "رمزًا للوحدة"، مؤكدة على تعلق سكان أذربيجان التركي في إيران بالإمام علي.

وكالتا "مهر" و"إيسنا" الرسميتان ذكرتا أن العزاء شهد حضورًا كبيرًا من المواطنين الناطقين بالتركية، بالإضافة إلى مشاركة بعض الأكراد وأهل السنة.

اعتقال وتحقيقات رسمية

أكدت شرطة محافظة أذربيجان الغربية أن المراسم لم تكن ذات طابع سياسي، لكنها أعلنت عن اعتقال شخص على هامش التجمع بسبب "الإساءة والتحريض ضد الأعراق الأخرى".

كما طالب نواب أكراد وأهل السنة في البرلمان الإيراني بضرورة محاسبة المتورطين في تأجيج التوترات، مؤكدين أهمية الحفاظ على التعايش السلمي في أرومية.

تحذيرات من الانقسامات العرقية

وصف حاكم ممكان، النائب الكردي عن أرومية، الحدث بأنه "خروج عن الأعراف"، محذرًا من أنه قد يكون "محاولة فاشلة لإثارة الفتنة".

وانتقدت النائبة السنية شهين جهانغيري الشعارات العرقية التي رفعت في التجمع، مؤكدة ضرورة الحفاظ على التضامن بين الأكراد والترك في محافظة أذربيجان الغربية.

وفي موقف مماثل، شددت آذر منصوري، رئيسة جبهة الإصلاحات في إيران على ضرورة مواجهة القومية المتطرفة والانفصالية، مؤكدة أن "إيران لجميع الإيرانيين".

أما رامين برهام، الكاتب المقيم في فرنسا، فقد رأى أن غياب سياسة واضحة تجاه القوميات داخل إيران أسهم في تصاعد مثل هذه التوترات.

الترحيب التركي والادعاءات

فيما رأت بعض وسائل الإعلام الإيرانية في التجمع محاولة لزرع الفتنة، احتفت به وسائل إعلام تركية، حيث وصف موقع "آناتولي" الناطق بالفارسية الحدث بأنه "تأكيد على الهوية التركية لأرومية".

وزعم الموقع، دون تقديم أدلة، أن التجمع واجه "هجومًا أمنيًا"، وأن القوات الإيرانية انتشرت في المدينة منذ الصباح الباكر لتفريق المتظاهرين بالمياه.

أما وسائل الإعلام في أذربيجان فقد هاجمت منظمي احتفال النوروز الكردي، مدعية أن "القوات الخاصة الإيرانية قمعت تظاهرة ضمّت مئة ألف تركي أذري"، دون تقديم أدلة على ذلك.

مخاوف من تصاعد التوترات

يرى محللون سياسيون أن أرومية، باعتبارها مدينة متعددة الثقافات، لا يمكن أن تتحول إلى ساحة لصراعات عرقية تخدم أجندات سياسية داخلية أو خارجية.

وحذّر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من تصاعد التوترات، مطالبين بمواجهة التطرف العرقي والعمل على ترسيخ التعايش السلمي بين المكونات المختلفة في إيران.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية