ماكرون يزور العريش لزيادة الضغط الدولي لتأمين المساعدات لغزة

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إلى مدينة العريش المصرية في شمال شبه جزيرة سيناء، القريبة من معبر رفح، في خطوة تهدف إلى الضغط من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل. 

وتُعد مدينة العريش، التي تطل على البحر المتوسط، قاعدة خلفية للمساعدات الإنسانية التي تهدف إلى مساعدة سكان غزة في ظل الحصار الإسرائيلي الذي بدأ في مارس 2025 بعد استئناف العمليات العسكرية بعد هدنة هشة استمرت لمدة شهرين، وفق وكالة "فرانس برس".

واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الفرنسي في العريش، حيث عقد ماكرون مؤتمراً صحفياً شكر فيه السيسي على "استقبالنا في العريش.. في هذا الموقع المتقدم لدعم المدنيين في غزة". 

تأتي هذه الزيارة كإحدى محطات الجولة الرسمية لماكرون في مصر التي استمرت 48 ساعة، والتي تركزت على الأزمة الإنسانية في غزة وتقديم الدعم الكامل للمدنيين الفلسطينيين.

دعوات لوقف إطلاق النار

خلال زيارته، دعا ماكرون إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. 

كما أعلن دعم بلاده لخطة إعادة إعمار غزة التي قدمتها الدول العربية، مشيراً إلى أهمية حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية في إطار احترام القانون الدولي. 

وفي بيان مشترك مع السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني، أكد القادة الثلاثة التزامهم بضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية.

معاناة الطواقم الإنسانية

تُعد زيارة ماكرون في هذا الوقت حساسة بشكل خاص بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف طواقم الإسعاف في رفح في 23 مارس، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً، بينهم عدد من عمال الإغاثة. 

أثار هذا الهجوم ردود فعل دولية واسعة، دفعت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى طلب تحقيق "معمق" في الحادث. 

وجاء في البيان المشترك أن "عودة فورية لوقف إطلاق النار" ضرورية لحماية الفلسطينيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

نقاط التجميع الإنسانية

تضمنت زيارة ماكرون إلى العريش جولة في مستشفى العريش الذي يستقبل مرضى فلسطينيين، بالإضافة إلى زيارة نقاط تجميع المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة. 

وصرح ماكرون بأنه سيستكمل دعم فرنسا الإنساني لسكان غزة خلال زيارته، التي تشمل لقاء مع أفراد منظمات فرنسية وأممية غير حكومية، إضافة إلى الهلال الأحمر المصري.

ومنذ بداية الحرب في غزة، لقي أكثر من 300 من عمال الإغاثة حتفهم، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر 2024. 

وتزيد هذه الخسائر في صفوف العاملين في المجال الإنساني من تعقيد الوضع في غزة وتؤكد الحاجة الملحة لوقف الأعمال العدائية من أجل حماية المدنيين والطواقم الإنسانية.

مكالمة مع ترامب وتنسيق دولي

خلال القمة الثلاثية التي جمعت ماكرون والسيسي وعبدالله الثاني في القاهرة، تم التواصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة تطورات الوضع في غزة. 

وفي اليوم نفسه، استقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض لمناقشة قضايا أخرى متعلقة بالأزمة الفلسطينية.