تصاعد القصف الإسرائيلي يعمّق الخوف في قلوب أمهات الرهائن

تصاعد القصف الإسرائيلي يعمّق الخوف في قلوب أمهات الرهائن
مظاهرات أهالي الرهائن الإسرائيليين- أرشيف

أعربت هيروت نمرودي، والدة الجندي الإسرائيلي الأسير تمير، عن قلقها العميق من أن استئناف إسرائيل قصفها قطاع غزة يهدد حياة ابنها المحتجز منذ أشهر، مؤكدة أن الضغط العسكري يفاقم المخاطر على حياة الرهائن.

اقتيد تمير، الذي يبلغ من العمر 18 عامًا، إلى غزة في هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، بعد أن أرسل رسالة لأمه يخبرها بسقوط الصواريخ، وبعد 20 دقيقة اختفى، بينما قُتل جنديان كانا برفقته بعد شهرين في ظروف ما زالت غامضة، وفقاً لوكالة فرانس برس.

رهائن.. بين الحياة والموت

تمير أتمّ عامه العشرين داخل قطاع غزة، ويُعتقد أنه من بين 24 رهينة يُرجح أنهم أحياء، رغم غياب أي دليل على ذلك منذ اختطافهم.

من أصل 251 شخصاً احتُجزوا خلال هجوم 7 أكتوبر، لا يزال 58 رهينة في قطاع غزة، بينما يُعتقد أن 34 لقوا حتفهم، بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، وسمحت الهدنة الأخيرة بعودة 33 رهينة إسرائيلياً، بينهم ثمانية جثث، مقابل الإفراج عن نحو 1800 معتقل فلسطيني.

شاركت والدة تمير في مظاهرات أسبوعية تطالب بإعادة الرهائن، لكنها أقرت بوجود خلافات بين العائلات حول أفضل سبيل لتحقيق ذلك، ففي حين تؤمن بأن المفاوضات وليس القوة هي السبيل الفعّال، يرى آخرون أن الضغط العسكري على حركة حماس هو الحل الوحيد.

وقالت: "على مدى عام ونصف العام، لم تنجح العمليات العسكرية، ما نجح هو المفاوضات، والضغط الدولي".

الرهائن يدفعون الثمن

يخشى كثير من ذوي الرهائن أن تصعيد العمليات العسكرية يعرض حياة أحبّائهم لخطر مباشر، حيث يؤكد داني ميران، والد عمري (48 عامًا) الذي اختطف من منزله في كيبوتس ناحال عوز، أن القصف الإسرائيلي يضاعف الخوف.

وقال: "الرهائن الذين خرجوا أخبرونا أنهم يعانون مع كل قصف، الخوف لا يغادرنا"، وأضاف بحرقة وهو يقترب من الثمانين: "احتفلنا بعيد ميلاد حفيدتي ألما الثاني.. للمرة الثانية بدون والدها، هذا صعب لا يوصف".

وفي المقابل، دعا تسفيكا مور، والد إيتان الذي اختطف من مهرجان نوفا الموسيقي، إلى استخدام القوة كخيار أوحد، وقال: "حماس لن تطلق سراح أحد بدافع إنساني، الضغط العسكري هو الطريق الوحيد".

مور هو أحد مؤسسي "منتدى تكفا" الذي يطالب بإنهاء التفاوض والتركيز على العمل العسكري، وأضاف: "كلما طالبت حماس بـ(وقت مستقطع) تجاوبت الحكومة بالتفاوض بدلاً من الحسم".

أمل مؤجل

بينما تتضارب الاستراتيجيات، يتوحد الأهالي في الألم، ويأملون في لحظة يلتئم فيها الشمل، وقد وقف داني ميران في تظاهرة تل أبيب الأسبوعية قائلاً: "أرغب في أن أضمّ عمري وأخبره كيف تناضل البلاد بأسرها من أجل عودة جميع الرهائن إلى ديارهم معًا".

يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 115 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية