«هآرتس»: 17 ألف طفل بلا مأوى أو أسرة في غزة
«هآرتس»: 17 ألف طفل بلا مأوى أو أسرة في غزة
وصفت الصحفية رجاء الناطور، في مقال نشرته صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء، ما يجري في قطاع غزة بأنه "ليس فقط مقبرة للأطفال الفلسطينيين كما يُقال، بل جحيم للأحياء منهم"، مشيرة إلى مصير 17 ألف طفل فلسطيني هائمين على وجوههم وسط الأنقاض والجثث.
وقالت الناطور، إن الأطفال الذين لم يدفنوا تحت الأنقاض أو لم يُعدّوا في عداد المفقودين بعد عام من الحرب على غزة، يواجهون ثلاثة سيناريوهات، جميعها قاتمة؛ ففي الحالة الأولى، قد تُضطر عائلاتهم الممتدة إلى احتضانهم، إلا أن الطفل يرى فيهم غرباء، كما يشكّلون عبئًا إضافيًا على هذه الأسر التي تكافح بدورها من أجل البقاء.
أما السيناريو الثاني، فيلجأ الطفل إلى أحد دور الأيتام الأربعة الوحيدة التي ما زالت قائمة ولم تُقصف، وهي مؤسسات تؤوي نحو 33 ألف طفل منذ ما قبل الحرب، وتكاد لا تكفي حتى لاحتضان هذا العدد.
تدمير النسيج الاجتماعي
وفي كلا الحالتين، تؤكد الناطور أن الأطفال يجدون أنفسهم في بيئات غريبة، تعجّ بأعراف جديدة وموازين قوى متغيرة، وقد تحوّل الحب والرعاية التي كانوا يتلقونها في كنف أسرهم الصغيرة، إلى منّة أو عبء.
تشير الناطور إلى أن التدمير الكامل للنسيج الاجتماعي في غزة، حوّل الأطفال إلى كائنات هشة تبحث عن الطعام والمأوى من الغرباء، في مشهد تملؤه مشاعر الوحدة والضعف والاغتراب، وهي بيئة خصبة للاستغلال والإذلال، كما تقول.
المعتقلات خيار ثالث
أما السيناريو الثالث فهو أكثر قسوة، فإذا نجا الطفل من الموت وكان قد تجاوز سن الرضاعة، فإنه قد يجد نفسه معتقلًا لدى الجيش الإسرائيلي، ضمن المئات الذين يُشتبه بعلاقتهم بحركة حماس.
وترى الناطور أن هذا المسار يؤدي إلى تفكك العائلات وضياع الأطفال، إذ تنتهي الكثير من هذه الحالات إلى فقدان كامل للصلة بين الأطفال وذويهم، وسط الفوضى والغموض الذي تخلّفه الاعتقالات العشوائية.
يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
أسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 115 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.