«الصحة العالمية» تقترب من الاتفاق النهائي لمواجهة الجوائح المستقبلية

«الصحة العالمية» تقترب من الاتفاق النهائي لمواجهة الجوائح المستقبلية
منظمة الصحة العالمية- أرشيف

بعد ثلاث سنوات من المفاوضات المكثفة، تجتمع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء في جنيف، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تاريخي لمكافحة الجوائح في المستقبل. 

ويأتي هذا الاجتماع بعد التوصل إلى "اتفاق مبدئي" الأسبوع الماضي، والذي يعد خطوة مهمة في جهود المجتمع الدولي لتعزيز الاستعداد لمواجهة الأوبئة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الثلاثاء.

وفي تصريح لمنظمة "أطباء بلا حدود"، أشير إلى أن الاتفاق يتضمن عدة تنازلات، إلا أنه يحتوي على العديد من العناصر الإيجابية التي ستساهم في إرساء إطار عمل أكثر عدلاً لمكافحة الجوائح المستقبلية. 

أدوات أفضل للوقاية

قالت كاثرينا بوهمي، المديرة العامة المساعدة لمنظمة الصحة العالمية، إن الاتفاق سيمنح العالم أدوات أفضل للوقاية والاستجابة للأوبئة العالمية في المستقبل.

ورغم ذلك، لا يزال العالم بعيداً عن الاستعداد الكامل لمواجهة جائحة جديدة، كما أوضح العديد من الخبراء. 

فقد مر أكثر من 5 سنوات على ظهور فيروس كوفيد-19، الذي خلف ملايين الضحايا، ومع ذلك، لم يصل المجتمع الدولي بعد إلى حالة الجهوزية المثلى لمواجهة الأوبئة المستقبلية.

التحديات والتوترات السياسية

تجري المفاوضات في وقت يشهد فيه النظام الصحي العالمي أزمة كبيرة، خاصة بعد الاقتطاعات الهائلة التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المساعدات الدولية. 

وكان الانسحاب الأمريكي من منظمة الصحة العالمية قد أضاف مزيداً من التوترات حول فعالية التعاون الدولي في مواجهة الأزمات الصحية.

وغاب ممثلو الولايات المتحدة عن المفاوضات، مما يطرح تساؤلات حول تأثير هذا الغياب على سير المفاوضات والاتفاقات المستقبلية. 

ورغم ذلك، تسعى الدول الأعضاء في المنظمة إلى إنهاء المناقشات بشكل إيجابي يضمن التعاون الدولي لمكافحة الأوبئة.

نقل التكنولوجيا والعقوبات

تتضمن إحدى النقاط المثيرة للجدل في المفاوضات المادة 11 من الاتفاق، والتي تتعلق بنقل التكنولوجيا لإنتاج المنتجات الصحية الخاصة بالأوبئة، مع التركيز على الدول النامية. 

وخلال جائحة كوفيد-19، انتقدت الدول الفقيرة احتكار البلدان الغنية للموارد مثل اللقاحات، وهو ما دفع بعض الدول إلى المطالبة بإلزامية نقل التكنولوجيا لضمان توزيع عادل للمنتجات الصحية.

ومع ذلك، لا تزال هناك مقاومة من بعض الدول ذات الصناعات الدوائية القوية التي تصر على أن نقل التكنولوجيا يجب أن يكون طوعياً، وليس إلزامياً. 

ولا يزال هناك نقاش بشأن الفقرة المتعلقة بالعقوبات الدولية، حيث يجب على الدول الأعضاء الاتفاق على كيفية تسهيل حصول الدول الخاضعة للعقوبات على المنتجات الصحية الأساسية.

الاتفاق النهائي

من المتوقع أن يتم اعتماد الاتفاق النهائي خلال الجمعية العامة للصحة العالمية في مايو المقبل، إذا تم تجاوز العقبات الأخيرة. 

وفي حال تم تمريره، سيكون هذا الاتفاق بمثابة معاهدة دولية تهدف إلى تحسين التنسيق الدولي لمواجهة الأوبئة وضمان توزيع عادل للموارد الصحية في المستقبل.

ويضع هذا الاتفاق الأساس لخطوات أكثر فاعلية في الاستعداد لمواجهة الأوبئة المستقبلية، ويأمل الخبراء في أن يؤدي إلى تحول حقيقي في كيفية التعامل مع التحديات الصحية العالمية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية