مفاوضات روما.. طهران وواشنطن تتوافقان على مبادئ للاتفاق النووي
مفاوضات روما.. طهران وواشنطن تتوافقان على مبادئ للاتفاق النووي
أعلن وزير الخارجية الإيراني الخبير الدبلوماسي عباس عراقجي، اليوم السبت، التوصل إلى اتفاق مبدئي بين بلاده والولايات المتحدة بشأن المبادئ العامة والأهداف الرئيسية لاتفاق مستقبلي حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلال الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما.
وأوضح عراقجي، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب انتهاء المحادثات، أن الجولة الثانية أسفرت عن "تفاهم مشترك حول بعض القضايا الأساسية، ورسم الأهداف للمرحلة المقبلة"، وفق وكالة "فرانس برس".
وقال إن "المفاوضات كانت بنّاءة ومفيدة"، ما يُمهّد الطريق لانطلاق جلسات فنية بين خبراء الجانبين، والمقرّر عقدها يوم الأربعاء المقبل في العاصمة الأردنية عمّان.
وأشار عراقجي إلى أنه سيتم عقد اجتماع تقييم رفيع المستوى يوم السبت المقبل في سلطنة عمان، بمشاركة وزراء الخارجية، من أجل مراجعة ما توصّل إليه الخبراء خلال الاجتماعات الفنية.
محادثات إيجابية في روما
أكدت طهران أن المفاوضات الأخيرة تميزت بأجواء إيجابية خلافًا للجولات السابقة التي طغت عليها التوترات، إذ وصف مسؤولون إيرانيون، من بينهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، المحادثات بأنها "غير مباشرة، وبنّاءة"، مضيفًا أن وزير الخارجية العماني قام بدور الوسيط وسهّل النقاشات بين الطرفين.
وبدأت المحادثات بين الوفد الإيراني بقيادة عباس عراقجي والوفد الأمريكي بقيادة الموفد ستيف ويتكوف في سلطنة عمان يوم 12 أبريل الجاري، ثم استُكملت في روما، ما يعكس استمرار الوساطة العمانية الهادئة في تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن، خاصة في القضايا النووية الشائكة.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والدول الغربية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015 في الفترة الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب، وفرضها عقوبات قاسية على طهران، وهو ما ردت عليه إيران بتوسيع برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم بنسب تتجاوز الحدود المسموح بها في الاتفاق الأصلي.
ومنذ مطلع عام 2024، تجددت الجهود الدولية لإعادة إحياء الاتفاق النووي، وسط ضغوط من الأوروبيين ووساطات إقليمية، أبرزها من سلطنة عمان، لإعادة بناء الثقة بين الطرفين والدفع نحو اتفاق يضمن الاستخدام السلمي للبرنامج النووي الإيراني، ويمنع التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
آفاق المرحلة القادمة
تمهّد هذه الجولة لما يُتوقع أن يكون مفاوضات أكثر تعقيدًا خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا أن القضايا العالقة لا تزال عديدة، أبرزها مستوى تخصيب اليورانيوم، وملف العقوبات الاقتصادية، ومسائل التحقق والمراقبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتترقب الأوساط السياسية والدبلوماسية تطورات الجلسات الفنية المقبلة في عمان، لمعرفة مدى جدية الطرفين في التقدم نحو اتفاق شامل يُعيد الاستقرار إلى ملف ظل لعقود مصدر توتر عالمي.