"إيران إنترناشيونال": 3 سجينات في إيران يتعهدن بمواصلة النضال رغم القمع
"إيران إنترناشيونال": 3 سجينات في إيران يتعهدن بمواصلة النضال رغم القمع
أعلنت ثلاث سجينات سياسيات إيرانيات، نُقلن مؤخرًا من سجن "إيفين" إلى سجن "قرشك" جنوب طهران، تمسكهن بمواصلة النضال السياسي، رغم التصعيد الأمني وتشديد الإجراءات داخل المعتقلات الإيرانية، وذلك في بيان مشترك حمل طابعًا إنسانيًا وسياسيًا لافتًا.
وأصدرت الناشطات الثلاث؛ كلرخ إيرائي، وريحانة أنصاري، ووريشه مرادي، اليوم الاثنين، بيانًا مكتوبًا من سجنهن الجديد، أكدن فيه أن ما يتعرضن له من ظروف قاسية لا يمكن مقارنته بما يتحمله الشعب الإيراني من معاناة يومية، على حد تعبيرهن، وفق موقع "إيران إنترناشيونال".
وجاء في البيان: "نحن لا نرى معاناتنا الحالية أكبر من المعاناة التي تكبدها الشعب الإيراني"، وأضافت السجينات: "الظروف الراهنة لن تُحدث خللًا في نضالنا، لأننا نعلم أن هذا الطريق لا يوصل إلى الغاية دون مواجهة التضحيات".
نقل تعسفي وتشديد أمني
تزامن نقل السجينات الثلاث إلى سجن "قرشك" شديد الحراسة، مع الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت حساسة في طهران الشهر الماضي، والتي أدت إلى حالة استنفار واسعة داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية.
وتحدثت منظمات حقوقية إيرانية ودولية عن "تشديد قاسٍ" داخل السجون، شمل تفتيشات مفاجئة، ونقل المعتقلين السياسيين إلى سجون نائية أو أشد عزلة، كجزء من إجراءات "الاحتواء" وفق الرواية الرسمية.
وتُعرف الناشطات الثلاث بنشاطهن العلني في الدفاع عن حقوق المرأة والمعتقلين السياسيين. وقد اعتُقلت كلرخ إيرائي، وهي كاتبة وصحفية، عدة مرات خلال السنوات الماضية بسبب مواقفها المعارضة لقمع الحريات.
أما ريحانة أنصاري فهي ناشطة طلابية شاركت في احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية"، بينما تُعد وريشه مرادي من أبرز الأصوات النسوية المنتقدة للتمييز القانوني ضد النساء في إيران.
ويُعتبر سجن "قرشك" في محافظة "ري" أحد أسوأ السجون من حيث البنية التحتية وظروف الاحتجاز، ويُستخدم عادةً لاحتجاز النساء في قضايا جنائية، إلا أن السلطات باتت تنقل إليه معتقلات سياسيات لتقليل إمكانية تواصلهن مع العالم الخارجي.
دعوات لمحاسبة النظام
نددت منظمات حقوقية إيرانية ودولية، بينها "مركز عبد الرحمن بورومند" و"هيومن رايتس ووتش"، باستمرار الانتهاكات الممنهجة داخل السجون الإيرانية، لا سيما ما يتعلق بتعذيب المعتقلين السياسيين وسوء ظروف الاحتجاز.
وطالبت المنظمات بالإفراج الفوري عن السجينات الثلاث، مؤكدين أن نقلهن بعد القصف الإسرائيلي يرقى إلى "إجراء عقابي إضافي"، وليس مجرد تنظيم إداري.
واتهمت جهات معارضة في المنفى السلطات الإيرانية باستخدام الظروف السياسية الدولية، كالحروب والهجمات، ذريعة لتضييق الخناق أكثر على النشطاء في الداخل، خاصة النساء اللاتي برزن خلال موجة الاحتجاجات التي أعقبت مقتل مهسا أميني عام 2022.