رئيس كوب 30 يدعو الصين لقيادة الجهود المناخية بعد انسحاب الولايات المتحدة
رئيس كوب 30 يدعو الصين لقيادة الجهود المناخية بعد انسحاب الولايات المتحدة
أعرب رئيس مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 30)، أندريه كوريا دو لاجو، عن أمله في أن تلعب الصين دورًا محوريًا في إنجاح القمة المقررة هذا العام في البرازيل، بعد انسحاب الولايات المتحدة من العملية.
وأكد لاجو، خلال مؤتمر صحفي يوم السبت عقب أسبوع من الاجتماعات في بكين، أن الصين تعدّ حاليًا مساهمات وطنية طموحة، من المنتظر أن تعلنها في الأشهر المقبلة، ما يمنح القمة فرصة لتجاوز الفتور الأمريكي بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
دفاع عن الأنظمة متعددة الأطراف شدد لاجو على أهمية دعم الأطر متعددة الأطراف، مثل قمة كوب 30 ومنظمة التجارة العالمية، خاصة في ظل معارضة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتفاقيات المناخ وسعيه لتغيير قواعد التجارة العالمية من خلال فرض الرسوم الجمركية.
وأشار إلى أن كلًا من الصين والبرازيل يسعى للدفاع عن هذه الأنظمة، معتبرًا إياها الطريقة المثلى لمواجهة القضايا العالمية وعلى رأسها تغير المناخ.
تحديات مشتركة وحلول صينية أوضح لاجو أنه التقى خلال زيارته مسؤولين من وزارتي البيئة والخارجية في الصين، وناقش معهم التحديات التي تواجه دول العالم في التصدي لأزمة المناخ.
ورغم إقراره بصعوبة تخلّي الصين عن الفحم، فقد أشاد بتقدمها في تطوير حلول تكنولوجية خضراء، مؤكدًا أن تجربة الصين قد تكون ملهمة لباقي الدول، إذ أثبتت أن التحول في قطاع الطاقة يمكن أن يدرّ أرباحًا اقتصادية إلى جانب فوائده البيئية.
قمة كوب 30 (COP30)
قمة كوب 30 هي النسخة الثلاثون من مؤتمر الأطراف التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، والمقرر عقدها في مدينة بيليم البرازيلية في عام 2025.
تأتي هذه القمة في لحظة حرجة يشهد فيها العالم تسارعًا في وتيرة التغيرات المناخية، من موجات حر غير مسبوقة إلى فيضانات وجفاف وحرائق غابات، وسط مطالبات متزايدة بتحرك دولي حاسم.
تُعدّ كوب 30 محطة مفصلية لمراجعة التزامات الدول في إطار اتفاق باريس للمناخ (2015)، ورفع سقف الطموحات المناخية للحد من ارتفاع حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين، ويفضل إلى 1.5 درجة مئوية.
وتكتسب القمة أهمية خاصة لكونها تُعقد في بلد يضم أجزاءً واسعة من غابة الأمازون، التي تُعدّ أحد أكبر خزانات الكربون في العالم، كما تمثل البرازيل صوتًا قويًا للجنوب العالمي في قضايا المناخ والتنمية المستدامة.
آثار تغيّر المناخ تشتد
ظواهر مناخية متطرفة تتسارع شهدت الكرة الأرضية أخيرًا سلسلة من الظواهر المناخية العنيفة وغير المسبوقة، شملت عواصف قوية، وحرائق غابات مدمرة، وموجات جفاف وحر، بالإضافة إلى فيضانات مفاجئة وسيول عاتية.
ويعزو العلماء هذه الكوارث إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، محذرين من استمرار هذه الوتيرة في ظل ضعف الالتزامات الدولية بخفض الانبعاثات.
مخاطر تهدد البشرية حذّرت دراسات مناخية دولية من تأثيرات ارتفاع الحرارة على الصحة العامة، والأمن الغذائي، والحياة البرية، وحتى على أنماط الهجرة البشرية.
ويؤكد خبراء البيئة أن إزالة الغابات، خاصة الاستوائية منها، تزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما يؤدي إلى اختلالات مناخية أكبر، فضلًا عن فقدان "رئة الكوكب" الطبيعية لإنتاج الأكسجين.
تحذيرات أممية من "منطقة الخطر" قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "نصف البشرية يعيش اليوم في منطقة خطر حقيقية بسبب الفيضانات، والعواصف، وحرائق الغابات"، مشددًا على أنه "لا توجد دولة بمنأى عن آثار التغير المناخي".
وتدعو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى التكيّف العاجل، خاصة للفئات الأكثر ضعفًا، لضمان الصمود أمام التحديات البيئية القادمة.
كلفة التراخي في مواجهة الأزمة
تصاعد في وتيرة الكوارث والخسائر كشفت بيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث أن عدد الكوارث الطبيعية قد تضاعف منذ عام 2000، فيما ارتفعت الخسائر الاقتصادية المرتبطة بها بثلاثة أضعاف تقريبًا.
ويُرجع التقرير هذه الطفرة إلى تغير المناخ، محذرًا من أن عدم اتخاذ تدابير صارمة للحد من الانبعاثات قد يؤدي إلى زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
"من عصر الاحتباس إلى عصر الغليان" في تصريح لافت، قال غوتيريش: "تغير المناخ هنا، وهو مرعب... وهذه فقط البداية"، مؤكدًا أن العالم انتقل من مرحلة الاحتباس الحراري إلى ما أسماه "عصر الغليان العالمي"، في تعبير يعكس خطورة المرحلة المقبلة.
ويرى مراقبون أن قمة كوب 30 المقبلة تمثل لحظة حاسمة، سواء من حيث الالتزامات الدولية أو إعادة بناء الثقة في العمل الجماعي لمعالجة أزمة الكوكب.