«التجارة العالمية» تحذر من تداعيات الصراع بين بكين وواشنطن على الدول النامية
«التجارة العالمية» تحذر من تداعيات الصراع بين بكين وواشنطن على الدول النامية
أطلقت نغوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، تحذيرًا صريحًا بشأن مستقبل التجارة العالمية، في ظل تسارع وتيرة الحرب الجمركية وفصل الاقتصادين الأمريكي والصيني، وقالت إن هذا الاتجاه ينذر بتداعيات خطرة على الاقتصاد العالمي، وخاصة على الدول النامية والأقل نمواً، وعلى رأسها بلدان القارة الإفريقية.
وذكرت شبكة "allafrica" في نسختها الإنجليزية اليوم الاثنين أن إيويالا، أوضحت في مؤتمر صحفي عقدته بعد صدور تقرير توقعات منظمة التجارة العالمية للعام 2025، أن حجم التجارة العالمية للسلع قد ينخفض بنسبة 0.2%.
وأشارت إلى أن أمريكا الشمالية قد تشهد تراجعًا حادًا في صادراتها بنسبة تصل إلى 12.6%. وأشارت إلى أن دولًا إفريقية مثل ليسوتو ستكون من بين الأكثر تضررًا بسبب اعتمادها الكبير على تصدير المنسوجات إلى الأسواق الأمريكية.
وأكدت إيويالا أن الانفصال بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر اقتصادين عالميين، قد يؤدي إلى "تجزئة جيوسياسية" للاقتصاد العالمي، ما من شأنه أن يخلق كتلتين معزولتين ويقلل من حجم التجارة العابرة للحدود، وعدت هذا السيناريو سيُسهم في خلق حالة واسعة من عدم اليقين، وقد يؤدي إلى انخفاض إضافي بنسبة 1.5% في التجارة العالمية للسلع، مع آثار سلبية مركّزة على الدول الأقل نموًا.
دعوة لإعفاء الدول الإفريقية
اقترحت إيويالا إعفاء الدول الأقل نمواً، ومعظمها من إفريقيا، من أي زيادات مستقبلية في التعريفات الجمركية.
وأشارت إلى أن هذا الإجراء من شأنه أن يدعم صادرات هذه البلدان، ويعزز نموها الاقتصادي، ويسهم في خلق أسواق جديدة، خصوصًا في ظل التغيرات الحادة في البيئة الاقتصادية العالمية.
سلطت المديرة العامة الضوء على الآثار غير المباشرة للرسوم الجمركية، قائلة إن فرض ضرائب أمريكية جديدة قد يدفع منتجي الكاكاو في كوت ديفوار إلى تهريب منتجاتهم إلى غانا المجاورة، تفاديًا للخسائر، ما قد يُخلّ بتوازن الأسواق المحلية ويُهدد الأمن الاقتصادي في المنطقة.
التجارة داخل إفريقيا
رأت إيويالا أن الفرص ما زالت قائمة أمام القارة الإفريقية إذا ما ركزت على التكامل الإقليمي والتجاري، مؤكدة ضرورة رفع نسبة التجارة داخل القارة التي لا تتجاوز حاليًا 16%.
وأضافت أن القارة، التي سيُشكّل سكانها 25% من سكان العالم بحلول عام 2050، بحاجة إلى "اعتماد أكبر على الذات"، لا سيما في ظل تراجع المساعدات الخارجية وتزايد تسييس التجارة.
يأتي هذا التقرير في وقت يشهد النظام التجاري العالمي ضغوطًا متزايدة بفعل التوترات الجيوسياسية، والحروب التجارية، وسلاسل التوريد المتقلبة خاصة بعد أزمة الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب.
وكانت منظمة التجارة العالمية قد بدأت منذ سنوات التحذير من تداعيات الانقسام الاقتصادي بين القوى الكبرى، داعية إلى الحفاظ على نظام تجاري عالمي مفتوح ومنصف، وتُعد إفريقيا إحدى المناطق الأكثر هشاشة في هذا السياق، كونها تضم 32 دولة من أصل 44 دولة مصنفة كأقل البلدان نموًا حول العالم.