«فرانس برس»: مقتل 30 مدنياً في هجوم لـ«الدعم السريع» بالفاشر

«فرانس برس»: مقتل 30 مدنياً في هجوم لـ«الدعم السريع» بالفاشر
آثار الحرب في السودان- أرشيف

دمرت قذائف مدفعية أطلقتها قوات الدعم السريع مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور غرب السودان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 مدنياً، وفق ما أعلنت "لجان المقاومة في الفاشر"، اليوم الاثنين، وسط تصاعد المخاوف من عودة سيناريوهات الإبادة الجماعية في الإقليم الذي مزقته الحرب.

وقصفت قوات الدعم السريع المدينة بكثافة، الأحد، بحسب اللجان المحلية، التي أكدت أن الهجوم أسفر عن مذبحة في صفوف المدنيين، في الوقت الذي تحاصر فيه القوات المدينة منذ أشهر ضمن محاولاتها للسيطرة على آخر معقل استراتيجي للجيش السوداني في دارفور، وفق وكالة "فرانس برس".

ودافعت عن الفاشر قوات مسلحة محلية متحالفة مع الجيش وتُعرف بـ"القوات المشتركة"، والتي تمكنت خلال الأشهر الماضية من قطع خطوط الإمداد التي تعتمد عليها قوات الدعم السريع، ما زاد من شراسة المواجهات العسكرية حول المدينة.

معركة الفاشر "الحاسمة"

وصف خبراء معركة الفاشر بأنها "حاسمة" بالنسبة للجيش وحلفائه، نظراً لما تحمله من أبعاد إنسانية وأمنية، وسط تحذيرات متكررة من إمكانية تكرار عمليات التطهير العرقي التي شهدها الإقليم في العقدين الماضيين، والتي خلّفت مئات الآلاف من الضحايا والنازحين.

وسعت قوات الدعم السريع إلى السيطرة على الفاشر باعتبارها آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش، بعد أن أصبحت معظم مناطق الإقليم، الذي يعادل حجم فرنسا تقريبًا، خاضعة لسيطرتها. 

وتكتسب المدينة أهمية كبرى بعدما استعاد الجيش العاصمة الخرطوم الشهر الماضي، مما جعل من الفاشر نقطة ارتكاز حاسمة في المعادلة العسكرية.

السودان في كارثة

أغرقت الحرب، التي دخلت عامها الثالث، في 15 أبريل الجاري، السودان في أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه الحديث، إذ أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم"، مع تحذيرات من مجاعة وشيكة في مناطق واسعة من البلاد.

قسم النزاع السودان إلى مناطق نفوذ، إذ يسيطر الجيش على وسط البلاد وشمالها وشرقها، في حين تتحكم قوات الدعم السريع بمعظم غرب السودان وأجزاء من الجنوب، بدعم من جماعات محلية مسلحة.

وسيطرت قوات الدعم السريع في 13 أبريل الجاري على مخيم زمزم للنازحين الواقع قرب الفاشر، وهو واحد من أكبر مخيمات النزوح في دارفور، ما أجبر نحو 400 ألف شخص على الفرار من جديد، تاركين خلفهم كل ممتلكاتهم، وسط غياب أي استجابة إنسانية فعالة بسبب انعدام الأمن.

تحذير الأمم المتحدة

حذرت الأمم المتحدة مراراً من أن دارفور باتت على شفا كارثة جديدة تشبه مأساة 2003، حيث وثّقت تقارير أممية وميدانية تزايداً في استهداف المدنيين على أساس عرقي، وارتفاعًا مقلقًا في وتيرة العنف المنظم، ما يعيد إلى الأذهان سنوات الإبادة الجماعية التي أودت بحياة مئات الآلاف.

وناشدت منظمات حقوقية وإنسانية المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لحماية المدنيين في دارفور، محذّرة من أن الصمت حيال ما يجري قد يفتح الباب أمام جرائم جديدة ضد الإنسانية، في ظل انهيار تام للمؤسسات العدلية والإنسانية داخل السودان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية