«سنحتاج إلى 200 عام».. ترامب: لا نستطيع منح كل مهاجر فرصة للمرافعة

هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام القضائي في بلاده، معتبراً أن الولايات المتحدة لا يمكنها منح كل مهاجر فرصة للطعن في قرار الترحيل أمام المحكمة، مشيراً إلى أن الأمر سيستغرق 200 عام، في إشارة إلى تعقيدات المسار القضائي المرتبط بملفات الهجرة.

وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" يوم الاثنين: "أفعل ما انتُخبت من أجله، ترحيل المجرمين من بلادنا، لكن يبدو أن المحاكم لا تريدني أن أفعل ذلك"، مضيفاً "فريقي رائع، ويقوم بعمل لا يصدق، ومع ذلك، تتم إعاقتهم في كل خطوة حتى من قبل المحكمة العليا الأمريكية، التي أحترمها كثيرا"، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

محاكمات لا نهائية

أوضح دونالد ترامب أنه "لا يمكننا محاكمة الجميع، فالأمر سيستغرق 200 عام حرفيا، سنحتاج إلى مئات الآلاف من المحاكم لمئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين الذين نرحلهم.. هذا مستحيل، يا له من وضع مضحك نحن فيه حاليا"، وفق تعبيره، في إشارة إلى تكدس قضايا الترحيل وغياب الحلول الفعلية لمعالجتها.

جاءت تصريحات ترامب عقب قرار المحكمة العليا الأمريكية بوقف مؤقت لخطة الإدارة بترحيل فنزويليين في حجز الهجرة، بعد تحذيرات من خطر الترحيل الفوري الذي يهددهم، ما اعتُبر صفعة جديدة لسياسات ترامب الصارمة تجاه الهجرة.

في تطور موازٍ، علّقت محكمة اتحادية تنفيذ قرار إدارة ترامب بإلغاء الوضع القانوني لأكثر من 530 ألف مهاجر من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا، مما زاد من حدة الجدل القائم حول ملف الهجرة داخل الولايات المتحدة.

القضاء يرفض الترحيل إلى "دول ثالثة"

وأصدر القاضي برايان مورفي، من المحكمة الجزئية في بوسطن، قراراً يمنع الإدارة الأمريكية من تنفيذ سياسة ترحيل المهاجرين إلى دول ليست بلدانهم الأصلية، دون منحهم فرصة التعبير عن مخاوفهم من التعرض للاضطهاد أو القتل أو التعذيب في تلك الدول، وأكد القاضي أن "هذه السياسة لا يمكن تنفيذها في الوقت الحالي، وستبقى موقوفة إلى أن تنتهي المحكمة من دراسة القضية بشكل كامل".

وكانت المحكمة العليا قد أمرت إدارة ترامب سابقاً بإعادة المواطن الأمريكي من أصل سلفادوري كيلمار أبريغو غارسيا من السلفادور، بعدما أُبعد عن البلاد عن طريق الخطأ، وألزمت الإدارة بمعالجة قضيته كما لو لم يتم ترحيله.

قضايا متعددة

تواجه إدارة ترامب سلسلة من القضايا المعلّقة في المحاكم الأمريكية، والتي تطعن في قرارات الترحيل الجماعي والهجرة الصادرة عنها، وسط تزايد الانقسامات السياسية والقانونية بشأن كيفية إدارة هذا الملف الشائك.

بدأت إدارة دونالد ترامب باتباع نهج متشدد في ملفات الهجرة، شمل قرارات بتوسيع الترحيل وتسريع الإجراءات، ومنع دخول مهاجرين من دول بعينها، وقد أثارت هذه السياسات موجات من الجدل داخل الولايات المتحدة، وتسببت في صدامات متكررة مع القضاء الأمريكي، الذي أوقف العديد من الإجراءات التي رُؤي أنها تنتهك الحقوق الدستورية للمهاجرين أو المعاهدات الدولية الخاصة بحماية اللاجئين.