واشنطن تنتقد سياسات خفض الوقود الأحفوري وتصفها بـ«الضارة»

واشنطن تنتقد سياسات خفض الوقود الأحفوري وتصفها بـ«الضارة»
جهود لخفض الوقود الأحفوري

انتقدت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، السياسات العالمية الهادفة إلى خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري لصالح الطاقات المتجددة، ووصفتها بأنها "ضارة وخطيرة"، في تصريحات تمثل تغيرًا لافتًا في نهج واشنطن تجاه ملف التحول الطاقي العالمي. 

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها تومي جويس، معاون وزير الطاقة بالوكالة للشؤون الدولية، الذي مثّل بلاده في قمة أمن الطاقة التي تنظمها الوكالة الدولية للطاقة في العاصمة البريطانية لندن، وفق وكالة "فرانس برس".

وأكد المسؤول الأمريكي أن بعض الدول والمنظمات تسعى إلى القضاء على جميع أشكال الطاقة التقليدية "باستثناء ما يسمى بالطاقة المتجددة، باسم الحياد الكربوني"، مضيفًا: "نحن نعارض هذه السياسات لأنها ضارة وخطيرة". 

وتمثل هذه التصريحات قطيعة واضحة مع سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، التي وضعت التحول الطاقي وتوسيع الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة في صلب أولوياتها البيئية والدبلوماسية.

خلاف قديم يتجدد

هاجم جويس ضمنيًا سياسة الوكالة الدولية للطاقة، التي طالما دعت إلى إنهاء التوسع في مشاريع الوقود الأحفوري. 

ففي عام 2021، أطلقت الوكالة دعوة مثيرة للجدل طالبت فيها بالتخلي الفوري عن جميع المشاريع الهيدروكربونية الجديدة، معتبرة أن استمرار العمل بها يسرّع من وتيرة الاحترار المناخي ويهدد الاستقرار البيئي العالمي. 

وأثارت تلك الدعوة حينها موجة استياء في أوساط شركات النفط والغاز، وبعض الحكومات المصدرة للنفط، التي اعتبرت موقف الوكالة غير واقعي ويهدد أمن الطاقة العالمي.

وانطلقت القمة وسط تصاعد النزاعات العالمية من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، تزامنًا مع توتر تجاري متصاعد على خلفية السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بتشككه في مسببات التغير المناخي. 

ويشارك في القمة ممثلون عن أكثر من ستين دولة وخمسين شركة، للتباحث حول مستقبل أمن الطاقة في ظل التغيرات الجيوسياسية والبيئية المتسارعة.

غياب قوى رئيسية عن القمة

سجلت القمة غيابًا لافتًا لعدد من كبار منتجي الطاقة في العالم، بينهم الصين والسعودية وروسيا، ما يعكس ربما اعتراضًا ضمنيًا على نهج الوكالة الدولية للطاقة أو على مسار التحول الطاقي المطروح للنقاش. 

واكتفت الولايات المتحدة بإرسال مسؤولين من الصف الثاني، في خطوة أثارت تساؤلات حول جدية الإدارة الأمريكية الجديدة في قيادة ملف المناخ والطاقة عالميًا، لا سيما في ظل التحولات الداخلية التي تشهدها واشنطن حاليًا على صعيد السياسات البيئية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية