اشتباكات طائفية تهز ضواحي دمشق وتحذيرات رسمية من إشعال الفتنة
اشتباكات طائفية تهز ضواحي دمشق وتحذيرات رسمية من إشعال الفتنة
شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق ليلة الاثنين، اشتباكات عنيفة استُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون، تزامنت مع هجمات على أشرفية صحنايا وقطنا، ما أسفر عن سقوط ضحايا من القتلى والجرحى، بحسب مصادر محلية وشهادات سكان.
وأظهرت مقاطع مصوّرة تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل حالة من الذعر والفوضى في الأحياء التي تسكنها مكونات متعددة من المجتمع السوري، بينها تجمعات كبيرة من المواطنين السوريين من الطائفة الدرزية، وفق "روسيا اليوم".
وأكدت مصادر أهلية أن سبب التوتر يعود إلى تسجيل صوتي منسوب لأحد السوريين من الطائفة الدرزية، يُقال إنه يحتوي على إساءة للنبي محمد، وقد سُرِّب من مجموعة "واتساب" وانتشر بشكل واسع عبر وسائل التواصل، ما أثار موجة غضب شعبي كبيرة.
وسارع وجهاء الطائفة الدرزية إلى إصدار بيانات تبرؤ من التسجيل، مؤكدين رفضهم التام لمحتواه وعدم معرفتهم بهوية من يقف وراءه، معتبرين ما حدث محاولة لإشعال فتنة بين أبناء الوطن الواحد.
اللجان الشعبية والأمن العام
وأفادت المصادر أن اللجان الشعبية في جرمانا تدخلت لصد الهجمات المسلحة، مؤكدة سقوط عدد من القتلى في صفوف المهاجمين، فيما تدخلت لاحقًا قوات الأمن العام لفض الاشتباكات، وقد أشاد السكان بدورها، مشيرين إلى أنها منعت تفاقم التوتر وأسهمت في إعادة الهدوء الحذر إلى المنطقة.
وبحسب مصادر إعلامية محلية، فقد سقط خمسة قتلى من اللجان الشعبية، إضافة إلى عنصرين من الأمن العام خلال المواجهات في محيط مدينة جرمانا.
وأكد سكان محليون من الطائفة الدرزية أن ما جرى كان نتيجة حملة تحريضية، وأن الأمن العام لعب دورًا حاسمًا في احتواء الأزمة.
تعليق الدراسة وتحذيرات رسمية
وامتنع الأهالي، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، عن إرسال أطفالهم إلى المدارس في جرمانا هذا الصباح، وفي السياق ذاته، حذّرت وزارة الداخلية السورية من الانجرار خلف التصرفات الفردية أو الجماعية التي تهدد الأمن العام.
وفي بيان رسمي، أوضحت الوزارة أن التحقيقات جارية لتحديد صحة التسجيل الصوتي المتداول، مؤكدة أن التحريات الأولية لم تثبت نسبته لأي شخص معين حتى الآن.
وفي محاولة للتهدئة، نقلت قنوات حكومية عبر تطبيق "تلغرام" بيانًا منسوبًا إلى شيخ طائفة الموحدين الدروز، حمود الحناوي، دعا فيه إلى تفادي الفتنة والحفاظ على تماسك المجتمع السوري، محذرًا من خطورة النعرات الطائفية التي تُهدد وحدة البلاد.
وتعد مدينة جرمانا واحدة من المناطق السورية التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين من مختلف المحافظات منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، وتعيش فيها مكونات دينية ومذهبية متعددة، وهو ما يضاعف من خطورة أية أحداث طائفية، ويُبرز الحاجة إلى تدخل سريع وفعّال لتفادي الانزلاق نحو صراع أهلي.