«فايننشيال تايمز": الصين تستحوذ على 43% من صادرات التكنولوجيا النظيفة
«فايننشيال تايمز": الصين تستحوذ على 43% من صادرات التكنولوجيا النظيفة
أظهرت بيانات حديثة أن صادرات الصين من التكنولوجيا النظيفة إلى الأسواق الناشئة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2024، حيث زادت صادرات الصين من الألواح الشمسية، البطاريات، وتقنيات الطاقة الخضراء الأخرى بشكل كبير، متفوقةً على توقعات السوق.
ووفقًا لتقرير نشرته "فايننشيال تايمز"، اليوم الثلاثاء، استحوذت الأسواق الناشئة على 43% من إجمالي صادرات الصين في هذا القطاع، مقارنةً بـ 24% فقط في عام 2022، تعكس هذه الزيادة رغبة الصين في التوسع نحو أسواق جديدة، وتعد خطوة استراتيجية بالنظر إلى التحديات الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية.
وتتوقع التقارير أن يشهد سوق الطاقة الخضراء مزيدًا من النمو في المستقبل القريب، خاصةً بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على المنتجات الصينية، ووفقًا لأنطوان فاجنور جونز، رئيس قسم التجارة في BNEF، سيزداد تركيز الصين على الصادرات إلى الأسواق الناشئة في ظل الرسوم الجمركية الأمريكية، التي تصل حاليًا إلى 145% على السلع الصينية.
وأضاف فاجنور جونز أن هذه الزيادة في الصادرات ما زالت بعيدة عن أقصى حجم يمكن أن يصل إليه السوق، وهو ما يشير إلى أن الطلب على تقنيات الطاقة الخضراء الصينية سيستمر في النمو.
مكافحة تغير المناخ
جاءت هذه الزيادة في الصادرات وسط تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي أكد خلال اجتماع للأمم المتحدة أنه رغم التحديات العالمية، فإن الصين لن تبطئ جهودها في معالجة تغير المناخ.
وشدد شي على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول لتسهيل تدفق التقنيات والمنتجات الخضراء عالية الجودة إلى الأسواق العالمية، خصوصًا في الدول النامية، كما تعهد الرئيس الصيني بتحقيق أهداف أكثر طموحًا في مجال المناخ بحلول قمة الأمم المتحدة للمناخ القادمة.
وتناول فاجنور جونز تأثير الحرب التجارية في قدرة العالم على معالجة تغير المناخ، موضحًا أن ارتفاع مبيعات السلع الصينية إلى الأسواق الناشئة قد يسهم في تحقيق تقدم في هذا المجال.
وعلى سبيل المثال، ساعدت الصادرات الصينية على تعزيز مشاريع الطاقة الشمسية في دول مثل باكستان ولبنان، إضافة إلى مشاريع طاقة الرياح في أوزبكستان والمركبات الكهربائية في البرازيل.
ورغم انخفاض قيمة واردات الطاقة النظيفة العالمية بنسبة 7% في العام الماضي، فإن أحجام التقنيات المختلفة ظلت ثابتة أو زادت، وهو ما يعكس نجاحًا في التوسع العالمي للطاقة الخضراء.
ثلاثة أرباع الاستثمارات العالمية
ووفقًا لـ BNEF، وهي وحدة أبحاث تابعة لوكالة بلومبرغ، لا تزال الصين تشكل أكثر من ثلاثة أرباع الاستثمارات العالمية في تصنيع التكنولوجيا الخضراء، ما يسهم في انخفاض الأسعار العالمية لهذه التقنيات.
وفي الوقت الذي يأمل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تساعد الرسوم الجمركية على إحياء التصنيع المحلي، يشير فاجنور جونز إلى أن فائض الطاقة الإنتاجية في الصين يسهم في خفض أسعار التكنولوجيا الخضراء عالميًا، ما يتيح توفر تقنيات منخفضة التكلفة للدول النامية.
وتشير توقعات BNEF إلى أن هذا الفائض سيستمر حتى عام 2027 على الأقل، ما سيزيد من صعوبة نقل الإنتاج إلى داخل الدول الأخرى.
ومن المقرر أن تستمر الصين في تقديم تقنيات عالية الجودة وبأسعار معقولة، وهو ما يمثل فرصة كبيرة لدعم الجهود العالمية لتقليل الانبعاثات الكربونية، لكن هذا النمو المستمر في الإنتاج يعقد الأمور بالنسبة للدول الأخرى التي ترغب في تقوية سلاسل التوريد الخاصة بها أو نقل الإنتاج إلى أراضيها.