"تاس": روسيا تتهم أوكرانيا بتنفيذ عمليات احتيال إلكتروني ضد مواطنيها
"تاس": روسيا تتهم أوكرانيا بتنفيذ عمليات احتيال إلكتروني ضد مواطنيها
اتهم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أوكرانيا بإدارة مراكز اتصال تعمل على تنفيذ عمليات احتيال عن بُعد تستهدف المواطنين الروس، مؤكداً أن تلك الأنشطة تتم من داخل الأراضي الأوكرانية، وتُدار من خلال ما يصل إلى 150 مركزاً متخصصاً في هذا المجال.
وأشار الجهاز إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار "نشاط إجرامي منظم واسع النطاق" يستغل البنية التحتية المعلوماتية في أوكرانيا وبعض الدول الأوروبية، بحسب ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية، اليوم الأربعاء.
وأوردت دائرة الاتصالات العامة التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، في بيان رسمي، أن "النشاط الاحتيالي يتم تنسيقه من أراضي أوكرانيا، حيث تعمل حالياً ما بين 120 إلى 150 مركز اتصال"، موضحةً أن هذه المراكز تستهدف المواطنين الروس من خلال عمليات احتيال هاتفي ومصرفي متقنة.
كشف وسائل الاستقطاب
أوضح البيان أن الجهات المنظمة لهذه الأنشطة الإجرامية تعتمد على تجنيد متعاونين داخل روسيا، من خلال نشر إعلانات على مواقع إلكترونية روسية متخصصة، حيث يُعرض عليهم العمل مقابل أجر يومي يُدفع بواسطة العملات المشفّرة، ما يعقّد من عملية تتبّع مصادر التمويل.
واتهمت الدائرة الأمنية منظمي هذه العمليات بتحويل جزء كبير من العائدات المالية الناتجة عن الاحتيال عبر الهاتف إلى تمويل القوات المسلحة الأوكرانية، وكذلك الجماعات القومية المسلحة المتطرفة.
ووصفت ذلك بأنه تهديد مباشر للأمن القومي الروسي، يتجاوز الاحتيال المالي إلى دعم مباشر للأعمال العدائية ضد روسيا.
لوّح بعقوبات قانونية صارمة
حذّر جهاز الأمن الفيدرالي من المشاركة في مثل هذه الأنشطة، معتبراً أن التعاون مع هذه المراكز يُعد تواطؤاً جنائياً يُعاقب عليه بموجب مواد قانون العقوبات الروسي، خاصة تلك المتعلقة بالجرائم الخطِرة والجسيمة.
وشدد الجهاز على أن الجهات المختصة تراقب هذا الملف بشكل مكثف، وتعمل على تفكيك الشبكات المرتبطة بهذه المراكز، سواء داخل البلاد أو خارجها.
استشهد البيان بتصريحات سابقة أدلى بها نائب رئيس مجلس إدارة مصرف سبيربنك الروسي، العام الماضي، أفاد فيها بأن نحو 350 إلى 400 مركز اتصال تمارس الاحتيال ضد الروس من داخل أوكرانيا.
وأوضح المسؤول المصرفي حينها أن هذه الظاهرة باتت تمثل تحدياً كبيراً للمصارف الروسية التي تحاول التصدي لها عبر أدوات أمنية وتقنية متقدمة.
خلفية الحرب السيبرانية
أتى هذا التصعيد في سياق التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي تجاوزت ساحات المعارك إلى حرب معلوماتية واقتصادية متبادلة.
وتُتهم كييف منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022 بتوسيع نطاق المواجهة ليشمل الهجمات الإلكترونية وتكتيكات الإرباك الرقمي، فيما تواصل موسكو توجيه الاتهامات بالتوازي مع التصعيد الميداني والعقوبات الغربية المفروضة عليها.