"الأونروا": لا بديل لنا في توزيع المساعدات داخل غزة
"الأونروا": لا بديل لنا في توزيع المساعدات داخل غزة
أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الجمعة، أن استبدالها بأي جهة أخرى لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة "أمر مستحيل"، محذّرة من العواقب الوخيمة لاستبعادها في ظل الأزمة غير المسبوقة التي يشهدها القطاع.
وخلال إحاطة إعلامية عقدتها من عمّان، قالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا: "من المستحيل الاستعاضة عن الأونروا في مكان مثل غزة.. نحن أكبر منظمة إنسانية هناك"، وأضافت: "لدينا أكثر من 10 آلاف موظف يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية، ونشغّل ملاجئ تؤوي آلاف النازحين" بحسب فرانس برس.
كيان بديل لتنسيق الإغاثة
تصريحات توما جاءت ردًا على إعلان الولايات المتحدة الخميس عن تأسيس "مؤسسة إنسانية لغزة"، وهي كيان غير ربحي سُجّل في سويسرا في فبراير الماضي، ومن المقرر أن يتولى إدارة المساعدات المخصصة لغزة بدلًا من الأونروا، ولم تُكشف حتى الآن تفاصيل وافية حول هيكل المؤسسة أو طريقة عملها.
لكن ردّ الأمم المتحدة كان حاسمًا. إذ صرّح ناطق باسمها من جنيف: "لن نشارك في أي عملية إنسانية لا تحترم مبادئنا الثلاثة: الاستقلالية، والحياد، والإنسانية".
رفض أممي لخطة توزيع إسرائيلية
رفضت منظمات أممية، أبرزها اليونيسف، الخطّة التي اقترحتها إسرائيل لتوزيع المساعدات الإنسانية من خلال مراكز يشرف عليها الجيش الإسرائيلي، معتبرة أنها تقوّض المبادئ الإنسانية وتعرّض المدنيين للخطر.
وصرّح جيمس إلدر، الناطق باسم اليونيسف، قائلًا: "من الخطر مطالبة المدنيين بالتوجه إلى مراكز عسكرية للحصول على المساعدات، ذلك سيؤدي إلى تهجير قسري جديد ويزيد من المخاطر عليهم، خاصة مع استمرار القصف".
وتابع: "الخطة تنقل المسؤولية إلى المدنيين، وتجبرهم على الاختيار بين النزوح أو الموت، كما أنها تهدد بتفكيك الأسر خلال التنقل، لأن جميع المراكز الخمسة تقع جنوب القطاع، وهي مناطق غير آمنة"، وأضاف: "هذه الخطة تبدو مصمّمة لإحكام السيطرة على السلع الأساسية، لا لتلبية الاحتياجات".
تكنولوجيا المراقبة تثير القلق
أعربت اليونيسف عن قلق بالغ من مقترح استخدام تكنولوجيا التعرّف على الوجوه كشرط مسبق لتوزيع المساعدات، مؤكدة أن ذلك يشكل تهديدًا خطيرًا للخصوصية ولحرية وصول المدنيين للمساعدات دون ابتزاز أو مراقبة.
وقال إلدر: "وفق المعلومات التي اطّلعنا عليها، ستدخل إلى غزة فقط 60 شاحنة يوميًا، أي عُشر حجم المساعدات التي كانت تصل خلال وقف إطلاق النار، وهذا غير كافٍ إطلاقًا".
منذ استئناف العمليات العسكرية في غزة في 2 مارس، منعت إسرائيل بشكل شبه كامل دخول المساعدات الإنسانية، في وقت يعيش فيه أكثر من 2.4 مليون شخص في ظروف إنسانية كارثية، وتبرر إسرائيل الحصار بأنه وسيلة للضغط على حركة حماس من أجل الإفراج عن الأسرى المحتجزين لديها منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
واتهمت إسرائيل مرارًا الأونروا بالتواطؤ مع حماس، في حين نفت الوكالة ذلك بشدة، مشددة على حياديتها ودورها الحيوي في الإغاثة، كما رفضت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية خطة إسرائيل لتوزيع المعونات عبر مراكز يديرها الجيش، معتبرة أنها تستخدم المساعدات كسلاح سياسي وعسكري، وتهدد حياة المدنيين وتخرق القوانين الدولية.