صحيفة إسرائيلية: جندي إسرائيلي يعاني "صدمة غزة" يطلق النار على جارته
صحيفة إسرائيلية: جندي إسرائيلي يعاني "صدمة غزة" يطلق النار على جارته
فجّرت حادثة إطلاق نار مأساوية في مدينة العفولة شمال إسرائيل، جدلاً واسعاً حول تداعيات الحرب الدموية على غزة والإهمال الحكومي لمعالجة الجنود العائدين من الجبهات وهم يعانون اضطرابات نفسية حادة.
استيقظ جندي الاحتياط ألكسندر أوستيوجينين وهو يصرخ "إرهابيون! إرهابيون!" قبل أن يطلق النار من مسدسه الشخصي على جارته، معتقداً أنها تهديد، بحسب ما نقله محاميه للمحكمة، بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، السبت.
وأوضح المحامي باروخ غادي أن موكله كان يعيش "نوبة هلوسة واضحة" لحظة إطلاق النار، مؤكداً أن الحادثة تمثل نتيجة مباشرة لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) الناجم عن المعارك الطاحنة التي خاضها الجندي في قطاع غزة ضمن الكتيبة القتالية جفعاتي سابار منذ هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023.
شقيقه يصرخ: "عالجوه لا تسجنوه!"
اتهم إيفان أوستيوجينين، شقيق الجندي، الدولة بالتقصير الفادح، قائلاً لصحيفة يديعوت أحرونوت: "أخي مريض جداً.. يتبول على فراشه، لا ينام، يرفض العلاج لأنه ينتظر أمر تجنيد جديداً.. الدولة دمرته.. لا ترسلوه للسجن بل عالجوه!".
وخدم ألكسندر في غزة لأكثر من مئتي يوم قبل تسريحه قبل ثلاثة أشهر، إلا أن أعراض الصدمة كانت تتفاقم بصمت.
ورغم دفاع المحامي الذي قدم تسجيلاً يظهر الجندي يهتف ضد "إرهابيين" غير موجودين، فإن النيابة العامة الإسرائيلية وجهت له اتهامات خطِرة تشمل إطلاق نار غير قانوني، والاعتداء، وتعريض حياة المدنيين للخطر، ما قد يعرضه لسنوات طويلة من السجن في حال إدانته.
ورفض المحامي تلك الاتهامات، مطالباً بإخضاع موكله للرعاية النفسية الفورية بدلاً من السجن، مؤكداً أن الدولة تتحمل المسؤولية عن حالته النفسية المتدهورة.
قاضية تأمر بفحص عاجل
أمرت القاضية روث سبيلبيرج كوهين بإجراء فحص نفسي فوري للمتهم، في حين ناشدت عائلته وزارتي الدفاع والصحة تحمّل مسؤولياتهما وتوفير نظام علاجي فوري وعادل لضحايا الصدمات النفسية من الجنود العائدين من غزة ولبنان.
وأكدت تقارير رسمية نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية أن البلاد تشهد ارتفاعاً يفوق 300% في حالات اضطراب ما بعد الصدمة بين الجنود منذ بداية الحرب، مع تزايد حوادث العنف المنزلي والانتحار بين العسكريين المسرّحين.
وحذّر خبراء الطب النفسي العسكري في إسرائيل من أن حادثة ألكسندر أوستيوجينين ليست سوى البداية، مؤكدين أن البلاد مقبلة على أزمة نفسية متفجرة تهدد ليس فقط الجنود بل أيضاً المجتمع المدني ككل.
وعدّوا التأخر في بناء منظومة علاجية فعالة لآلاف العائدين من الحرب سيفاقم الكارثة، خصوصاً مع غياب المتابعة النفسية وإصرار الجهات الرسمية على تقليص الاهتمام.