الروائية النمساوية إلفريدي يلينيك تحذر من "تطهير عرقي" في غزة

ندّدت الكاتبة النمساوية إلفريدي يلينيك، الحائزة جائزة نوبل للآداب لعام 2004، الجمعة، بسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفة إياه في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني بأنه "مجرم يدفع عدداً لا يُحصى من الأبرياء في غزة للثمن، معظمهم من النساء والأطفال". 

وأكدت يلينيك، البالغة من العمر 78 عاماً، أنها تؤيد حق إسرائيل في الوجود، لكنها شددت بالقول: "دعوا الفلسطينيين يعيشون أيضاً"، وفق وكالة "فرانس برس".

رغم إداناتها السابقة لحركة حماس وهجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، رفضت يلينيك التعميم، وقالت: "ليس كل الفلسطينيين يؤمنون بالإرهاب"، مستنكرة تدمير المنازل ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين. 

واتهمت الحكومة الإسرائيلية بانتهاج سياسات استيطانية توسعية، قائلة إن ما يجري هو "استعمار استيطاني يشكل ازدراء للقانون الدولي" و"تطهير عرقي من أجل أرض موعودة" مُخصصة لليهود وحدهم.

دعوة لدعم الديمقراطيين

دعت يلينيك إلى مساندة الحركات الديمقراطية داخل إسرائيل، التي تعارض ما وصفته بالحكومة "اليمينية المتطرفة"، محذّرة من خطط مستقبلية لتحويل قطاع غزة إلى أرض ملحقة بالكامل بإسرائيل. 

وحضّت النخبة السياسية العالمية، وخاصة تلك التي تدعم إسرائيل "بشكل أعمى وغير مدروس"، على دعم جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية التي تعمل على مواجهة سياسات الحرب والانتهاكات.

يمثل موقف يلينيك أهمية خاصة نظراً لجذورها العائلية، إذ إن والدها اليهودي نجا من المحرقة النازية (الهولوكوست)، وهو ما يضفي بُعداً أخلاقياً وإنسانياً على مواقفها تجاه الصراع. 

وكانت الكاتبة من بين أوائل الشخصيات الثقافية الأوروبية التي قارنت حماس بالنازيين، متهمة إياها بمحاولة محو إسرائيل التي وصفتها بـ"الديمقراطية الوحيدة في المنطقة".

حصيلة دامية للحرب

اندلعت الحرب في غزة عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى مقتل 1218 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وخطف 251 شخصاً، لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، وفق بيانات إسرائيلية نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، من بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي وفاتهم.

وفي المقابل، ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من 52 ألف شهيد، حسب بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة، في واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.