الهند تحجب حسابات إعلامية صينية وسط تصاعد التوترات الحدودية

الهند تحجب حسابات إعلامية صينية وسط تصاعد التوترات الحدودية
الهند - أرشيف

حجبت السلطات الهندية، الأربعاء، حسابات وسائل إعلام صينية رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي داخل أراضيها، متهمةً إياها بنشر معلومات مضللة تخدم الدعاية الباكستانية

يأتي هذا التطور في أعقاب احتجاج نيودلهي على قرار بكين إعادة تسمية مواقع داخل منطقة حدودية متنازع عليها، في خطوة عدها الهند استفزازية.

وتعذّر الوصول داخل الهند إلى حسابات وكالة أنباء شينخوا الرسمية، وصحيفة غلوبال تايمز القومية المدعومة من الحكومة الصينية، إضافة إلى قناة TRTWorld التركية. 

وتعد الصين وتركيا من أبرز الحلفاء الإقليميين لباكستان، حيث تُزوّد بكين إسلام آباد بأغلب احتياجاتها من السلاح.

وفي تطور لاحق، أُعيد تفعيل حساب غلوبال تايمز يوم الخميس، بعد ما وصف بأنه طلب قانوني، دون توضيح تفاصيل إضافية من السلطات الهندية أو من إدارة منصة "إكس".

حملة ضد حسابات إعلامية

وسّعت نيودلهي خلال الأسبوع الماضي من حملتها الرقمية ضد حسابات إعلامية وصحفيين، حيث استهدفت آلاف الحسابات على منصات التواصل، من بينها حسابات لمؤسسات إعلامية دولية ومراسلين بارزين، ما أثار انتقادات حادة من منظمات الدفاع عن حرية الصحافة.

ورغم عدم التأكيد الرسمي، فإن حجب حسابات شينخوا وغلوبال تايمز وTRTWorld قد يكون جزءاً من هذه الحملة، التي يقول نشطاء إنها تحمل طابعًا رقابيًا يهدد بالتضييق على التدفق الحر للمعلومات.

سياق جيوسياسي متوتر

تأتي هذه التطورات وسط توتر متصاعد بين الهند والصين، لاسيما بعد إعلان بكين أسماء صينية جديدة لبعض المناطق الواقعة في ولاية أروناتشال براديش الهندية، التي تعتبرها الصين جزءاً من إقليم التبت. 

وقد عبّرت نيودلهي عن رفضها الصريح لهذا القرار، مؤكدةً سيادتها الكاملة على أراضيها.

وكانت منطقة الحدود بين البلدين قد شهدت مواجهات عسكرية دامية عام 2020 في وادي جالوان، ما أدى إلى تصعيد التوترات وإعادة رسم أولويات الدفاع الإقليمي لدى البلدين.

حماية الأمن القومي

تقول الحكومة الهندية إنها تسعى لحماية الأمن القومي ومنع التأثير الخارجي على الرأي العام، ترى جماعات حقوقية أن هذه الإجراءات تضعف التعددية الإعلامية وتقوّض حرية التعبير. 

يُذكر أن منصّة X، المعروفة سابقاً باسم تويتر، محظورة في الصين، وهو ما يضيف مفارقة لواقع الإعلام الرقمي في البلدان الثلاثة المعنية.

لا يُستبعد أن تثير هذه الإجراءات ردود فعل دبلوماسية من بكين وأنقرة، خصوصاً مع دخول هذه الحسابات في إطار صراعات سياسية أوسع تتعلق بالنفوذ، والسيادة، ومفهوم "الأخبار الكاذبة" المستخدم لتبرير الحجب. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية