مقتل 41 شخصاً في اشتباكات قبلية بإقليم لوجون غربي تشاد
مقتل 41 شخصاً في اشتباكات قبلية بإقليم لوجون غربي تشاد
ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في إقليم لوجون الغربي، جنوب غربي تشاد، إلى 41 قتيلًا، في حادث دموي يُعد من بين الأشد خلال السنوات الأخيرة، ويعكس عمق الأزمة المتكررة بين الرعاة الرحل والمزارعين في المنطقة القريبة من الحدود مع الكاميرون.
وأفاد راديو فرنسا الدولي، اليوم الجمعة، بأن هذه الاشتباكات، التي اندلعت بسبب نزاع على الأراضي الزراعية، تحولت سريعًا إلى مجزرة مروعة شملت إحراقًا لمخيمات البدو وتدميرًا لحياة العشرات من السكان، بينهم نساء وأطفال، ما أثار ذهول السكان المحليين وأدى إلى حالة من الحداد في القرية التي شهدت العنف.
سقوط أطفال ونساء
وأكد مصدر قضائي محلي أن "معظم القتلى من النساء والأطفال"، مشيرًا إلى أنه تم إحراق نحو 80 كوخًا ومخيمًا للبدو الرحل خلال الهجوم الذي تم باستخدام أسلحة نارية وأدوات حادة.
وأضاف: "هذا النوع من الصراعات معروف في المنطقة، لكن ما جرى هذه المرة كان أبشع مما تخيلنا.. المجزرة جلبت الحزن إلى القرية بأكملها".
وشهدت المنطقة عمليات نزوح واسعة، بينما تم نقل المصابين إلى مستشفى منطقة بينامار لتلقي العلاج، ويخشى السكان المحليون من تجدّد أعمال العنف في حال عدم تحرك السلطات لضبط الوضع.
تحقيقات واعتقالات واسعة
وأعلنت السلطات التشادية أنها فتحت تحقيقًا فوريًا لتحديد ملابسات الجريمة، في وقت لا تزال الأسباب الدقيقة للاشتباكات غير واضحة.
وبحسب المصادر، ألقت قوات الدفاع والأمن القبض على 82 شخصًا في إطار التحقيق، بعد أن انتشرت بشكل عاجل في موقع الحادث بهدف احتواء التصعيد.
وزار وزير الأمن التشادي ووزير الإدارة المحلية القرية التي شهدت المجزرة، وأكد المسؤولون الحكوميون أنه تم استعادة الهدوء بشكل مؤقت، وسط دعوات أهلية بضرورة تقديم المسؤولين عن المجزرة للعدالة، وتعزيز الآليات التقليدية لحل النزاعات في الأقاليم النائية.
صراعات تهدد السلم الأهلي
تشهد مناطق الجنوب الغربي من تشاد بين الحين والآخر نزاعات دامية بين الرعاة والمزارعين بسبب شُح الموارد وتداخل الأراضي الزراعية ومسارات المواشي، ما يزيد التوتر بين المجتمعات المحلية.
وغالبًا ما تُواجه هذه النزاعات بتقاعس رسمي وضعف في الاستجابة الأمنية الفورية، ما يسمح بتوسع نطاق العنف.
وتُعد مجزرة لوجون واحدة من أكبر الهجمات القَبلية خلال العام الحالي، وتطرح تساؤلات ملحة حول دور الحكومة في تعزيز الأمن المحلي، وتطوير حلول سلمية دائمة للنزاعات التي تُهدد النسيج الاجتماعي في تشاد، لا سيما في المناطق الحدودية الضعيفة إداريًا واقتصاديًا.