كرة القدم تدخل ملعب التنمية.. يوم عالمي جديد لتسليط الضوء على العدالة والمساواة
كرة القدم تدخل ملعب التنمية.. يوم عالمي جديد لتسليط الضوء على العدالة والمساواة
جمعت الأمم المتحدة نخبة من مسؤوليها وكبار الأسماء في عالم كرة القدم في منتدى خاص عُقد الأربعاء بمقرها الرئيسي في نيويورك، احتفالاً بقرب حلول "اليوم العالمي لكرة القدم" في 25 مايو.
ركز المنتدى -الذي حمل عنوان “أبطال التغيير”- على تفعيل دور كرة القدم كأداة عالمية لدعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، عبر تسخير شعبيتها الهائلة لنشر الوعي والعمل في مجالات حيوية كالمناخ، والمساواة، وتمكين الشباب وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأطلقت الأمم المتحدة في يوليو 2022 مبادرة "كرة القدم من أجل أهداف التنمية المستدامة"، في محاولة غير مسبوقة لإشراك لاعبين وأندية ومشجعين ومؤسسات في دعم الأهداف الأممية.
سعى منتدى الأربعاء إلى حشد التأييد لهذه المبادرة، من خلال تشجيع مجتمع كرة القدم العالمي على تبني برامج وممارسات تعزز التعليم، وتكافؤ الفرص، وحماية البيئة.
القوة لتغيير المجتمعات
افتُتحت الجلسة بكلمات من المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، ووكيلة الأمين العام للتواصل العالمي ميليسا فليمنغ، إلى جانب مندوبة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة، وعدد من القيادات الرياضية.
ناقشت الجلسة الافتتاحية سبل تعزيز مشاركة المجتمعات مع أجندة 2030 للتنمية، وأكدت أن الانتشار الواسع لكرة القدم يمنحها تأثيراً لا يضاهى في بناء الوعي وتحفيز التغيير.
تطرقت النقاشات إلى التزام قطاع كرة القدم بالاستدامة المناخية، وضرورة التوسع في ممارسات تقلل البصمة البيئية وتنشر الوعي الجماهيري.
سد الفجوات بين الشمال والجنوب
لفتت جوليا بيمنتا من منظمة "ستريت تشايلد يونايتد" إلى التفاوتات التمويلية بين الشمال والجنوب العالميين، مؤكدة أن منظمات كرة القدم التي تعمل مع الأطفال في البلدان النامية غالباً ما تعاني نقص الموارد.
شاركتها الرأي سارة فان فورين من منظمة "أتوت" في نيبال، التي تحدثت عن المعوقات التي تواجه المبادرات المحلية رغم دورها الحيوي في دعم أهداف التنمية مثل التعليم والمساواة.
دعت المتحدثتان إلى دعم مستدام للمبادرات الشعبية التي تربط الرياضة بالتنمية، باعتبارها مفتاحاً لتمكين الفئات المهمشة وإحداث فارق حقيقي في المجتمعات.
كرة القدم والمساواة بين الجنسين: كسر الحواجز داخل وخارج الملعب
وقالت جاياثما ويكراماناياكي، مستشارة السياسات بهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن التقدم في الهدف الخامس ما يزال بطيئاً، وأشارت إلى استمرار الأعراف الاجتماعية التي تعوق تمكين المرأة، خاصة في الرياضة.
أبرزت المتحدثات التحديات التي تواجه النساء الرياضيات، بما فيها فجوة الأجور، وقضايا التحرش، ونقص التمثيل، داعيات إلى بيئة رياضية أكثر عدلاً.
رغم هذه التحديات، أكدن أن كرة القدم يمكن أن تكون أداة للتحرر، من خلال تمكين النساء والفتيات وإعادة صياغة الصورة النمطية للمرأة في المجتمعات.
إعلان مشترك والتزامات عملية
شهد المنتدى تبني إعلان مشترك يضم التزامات واضحة من المشاركين لتوسيع تأثير كرة القدم في مجال التنمية، عبر مبادرات تعليمية، مناخية، واجتماعية.
جرى تبادل أفضل الممارسات بين الأندية والمنظمات والجهات الداعمة، بهدف تطوير برامج واقعية ومستدامة يمكن تطبيقها على مستوى المجتمعات المحلية والدولية.
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2022 تخصيص 25 مايو يوماً عالمياً لكرة القدم، تأكيداً على مكانة الرياضة كوسيلة لتعزيز السلم والمساواة والعمل المناخي والصحة العامة.
اختير هذا التاريخ تخليداً لأول بطولة دولية شاملة لكرة القدم أقيمت في 25 مايو 1924، خلال الألعاب الأولمبية في باريس، والتي جمعت منتخبات من مختلف القارات.
تندرج هذه الخطوة في إطار توجه أممي أوسع نحو تفعيل دور الرياضة في بناء مجتمعات أكثر عدلاً واستدامة، فمنذ اعتماد أهداف التنمية المستدامة عام 2015، أكدت الأمم المتحدة مراراً أن الشراكات غير التقليدية -بما فيها مع القطاعات الرياضية- ضرورية لتحقيق تحول حقيقي يطول كل فرد على كوكب الأرض، وكرة القدم، بأثرها العالمي، باتت أحد أبرز الحلفاء في هذه المسيرة.