واشنطن تتهم الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية وتفرض عقوبات.. والخرطوم ترفض
واشنطن تتهم الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية وتفرض عقوبات.. والخرطوم ترفض
اتهمت الولايات المتحدة، يوم الخميس، الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية خلال النزاع الداخلي المستمر، وأعلنت فرض عقوبات جديدة على الحكومة السودانية، في خطوة تصعيدية تحمل أبعادًا سياسية وأخلاقية.
قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي إن استخدامها تلك الأسلحة المحظورة تم خلال العام الفائت، دون أن تكشف عن التوقيت والموقع الدقيقين.
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، أن واشنطن "ملتزمة تمامًا بمحاسبة المسؤولين عن استخدام أو نشر الأسلحة الكيميائية"، وفق فرانس برس.
الجيش استخدم غاز الكلور
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير نُشر في يناير أن الجيش السوداني استخدم خلال الحرب الدائرة أسلحة كيميائية مرتين على الأقل في مناطق نائية، في سياق مواجهته مع قوات الدعم السريع، واستندت الصحيفة إلى مصادر أمريكية لم تُفصح عن هويتها، رجّحت أن المادة المستخدمة كانت غاز الكلور، وهو غاز يسبب تلفاً شديدًا في الجهاز التنفسي وقد يؤدي إلى الوفاة.
عقوبات جديدة بانتظار الخرطوم
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها أبلغت الكونغرس رسمياً بشأن توصلها إلى قرار استخدام السودان للأسلحة الكيميائية، تمهيدًا لتفعيل العقوبات خلال 15 يومًا.
تشمل العقوبات قيودًا إضافية على الصادرات والتمويل المخصص للحكومة السودانية، إلا أن المراقبين يرون أن الأثر الفعلي سيكون محدودًا، نظراً لأن القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، يخضعان بالفعل لعقوبات أمريكية سابقة.
الخرطوم ترد: ابتزاز سياسي وتزييف للحقائق
رفضت الحكومة السودانية، على لسان المتحدث الرسمي باسمها ووزير الإعلام والثقافة خالد الإعيسر، الاتهامات الأمريكية جملةً وتفصيلاً، ووصفتها بأنها "كاذبة وتتسم بالابتزاز السياسي".
قال الإعيسر إن "الجيش السوداني يتعرّض لهذه الادعاءات بعد تحقيقه إنجازات ميدانية كبيرة وتعيين رئيس وزراء جديد"، مضيفًا أن واشنطن "تحاول تغطية الفشل السياسي لجهات فقدت شرعيتها".
كما اتهم الإدارة الأمريكية بمحاولة فرض "الاتفاق الإطاري بطريقة تُبقي الميليشيات المسلحة داخل المشهد الانتقالي المصطنع"، على حد قوله.
في سياق متصل، أعلن الجيش السوداني يوم الثلاثاء عن بدء "عملية عسكرية واسعة النطاق" تهدف إلى استعادة السيطرة على آخر معاقل قوات الدعم السريع في جنوب وغرب أم درمان، وتطهير كامل منطقة العاصمة.
يخوض السودان منذ أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وأكثر من 13 مليون نازح، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث"، ويواجه المجتمع الدولي تحديًا كبيرًا في وقف التصعيد وتحقيق تسوية سياسية شاملة، وسط استمرار الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان.