مدير عام منظمة الصحة العالمية يحض إسرائيل على إظهار "الرحمة" في غزة

مدير عام منظمة الصحة العالمية يحض إسرائيل على إظهار "الرحمة" في غزة
الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في كلمته خلال الاجتماع

في نداء قوي وحاد، حضّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إسرائيل على "التحلي بالرحمة" وإنهاء التدمير المنهجي للنظام الصحي في غزة، محذراً من أن الحرب لا تجلب حلاً دائماً، وأن السلام يخدم مصلحة الجميع، بمن فيهم الإسرائيليون أنفسهم.

وأفادت وكالة فرانس برس الجمعة بأن مداخلة تيدروس جاءت خلال الجمعية العامة السنوية للمنظمة في جنيف، حيث استحضر ذكريات طفولته تحت نيران الحرب في إثيوبيا، قائلاً: "أستطيع أن أشعر بما يشعر به سكان غزة في هذه اللحظة.. أستطيع أن أشم رائحته، بل وحتى أسمع الأصوات.. وهذا بسبب اضطراب ما بعد الصدمة".

 2.1 مليون فلسطيني مهددون بالموت

وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، 94% من مستشفيات قطاع غزة تضررت أو دُمّرت، ولم يتبقَ سوى 19 مستشفىً يعمل جزئياً من أصل 36، وسط نقص شديد في الغذاء، والمياه، والوقود، والإمدادات الطبية.

وقال مايكل راين، مدير الطوارئ في المنظمة، إن 2.1 مليون فلسطيني "مهددون بالموت الوشيك"، مضيفاً أن شمال القطاع "جرّد من الرعاية الصحية تقريباً".

وأشار إلى أن نحو أربعة مستشفيات رئيسية توقفت عن العمل الأسبوع الماضي بسبب وجودها في مناطق عمليات عسكرية أو هجمات مباشرة.

تدمير ممنهج للنظام الصحي

شدد تيدروس على أن ما يجري في غزة ليس مجرد أضرار جانبية للحرب، بل هو تدمير ممنهج للنظام الصحي، حيث تتم إعادة تأهيل المستشفيات وتزويدها بالإمدادات، فقط لتُقصف من جديد موضحاً أنه من الخطأ استخدام الطعام كسلاح ومن الخطأ الكبير استخدام الإمدادات الطبية كسلاح.

ودعا إلى وقف فوري لهذا "النمط التدميري"، مؤكداً أن: "الحل الوحيد الدائم هو حل سياسي"، مضيفاً: "الدعوة إلى السلام تصب في مصلحة إسرائيل نفسها".

تحرك بطيء للمساعدات الإنسانية

يأتي هذا النداء الأممي بعد إعلان الأمم المتحدة عن دخول أول قافلة مساعدات منذ أكثر من شهرين ونصف إلى غزة، تشمل حمولة تعادل 90 شاحنة، بدأت في التوزيع على المناطق المتضررة، في ظل حصار خانق فرضته إسرائيل منذ بدء العمليات العسكرية.

بينما يستمر التصعيد العسكري، وتُطلق التحذيرات من قادة المنظمات الدولية، يبدو أن القطاع الصحي في غزة ينهار أمام أعين العالم، وسط عجز المجتمع الدولي عن فرض هدنة إنسانية فعالة أو توفير ممرات آمنة للرعاية والإغاثة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية