غوتيريش يدين الهجمات على إيران ويدعو لتفادي صراع لا تُحتمل كلفته
غوتيريش يدين الهجمات على إيران ويدعو لتفادي صراع لا تُحتمل كلفته
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أي تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط، معربًا عن قلق خاص من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، في حين تتواصل المحادثات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
وأوضح في بيان نُقل عن المتحدث باسمه، يوم الجمعة، أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة بالتصرف وفقًا لميثاق المنظمة والقانون الدولي، مطالبًا الطرفين بـ"أقصى درجات ضبط النفس" لتجنب الانزلاق نحو صراع أوسع، مؤكدًا أن المنطقة لا تحتمل أعباء نزاع جديد وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
اتصال مباشر مع إيران
كشف مكتب المتحدث الرسمي أن غوتيريش ناقش الأحداث الجارية مع وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي يوم الجمعة، ووفق ما صرّحت به المتحدثة ستيفاني تريمبليه، فقد جدد الأمين العام موقفه الحازم الرافض للتصعيد، محذرًا من أن "أي مواجهة مميتة قد تخرج عن السيطرة لا يمكن تبريرها أو تحمل تبعاتها".
وأشارت تريمبليه إلى أن غوتيريش يواصل إجراء اتصالات مباشرة مع قادة في المنطقة وخارجها، متابعًا التطورات بقلق بالغ، ومشجعًا جميع الأطراف على تبني خيار الدبلوماسية كأفضل وسيلة لمعالجة المخاوف الأمنية الإقليمية.
المنشآت النووية خط أحمر
كما أصدر رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بيانًا أعرب فيه عن "قلق بالغ" إزاء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع نووية داخل إيران، محذرًا من عواقبها على السلامة والأمن النوويين وكذلك على استقرار المنطقة والعالم.
وقال غروسي: "أكدت مرارًا وتكرارًا أن المنشآت النووية ينبغي ألّا تكون أبدًا هدفًا للهجمات العسكرية، مهما كانت الظروف"، لافتًا إلى أن مثل هذه الاعتداءات يمكن أن تلحق أضرارًا كارثية بالمدنيين والبيئة.
ودعا جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات الحذر وضبط النفس لتفادي التصعيد، مشددًا على أن المساس بسلامة المنشآت النووية "ينذر بعواقب لا تقتصر على إيران وحدها بل تمتد للمنطقة والعالم".
استعداد لتقديم الدعم
أعلن غروسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اتصال بمفتشيها العاملين في إيران وإسرائيل، وأنها تراقب التطورات بدقة وتتخذ إجراءات لضمان سلامة طواقمها، كما أكد استعداده الشخصي للسفر إلى إيران في أقرب وقت ممكن لتقييم الوضع والتأكد من استمرار الالتزامات النووية وسلامة المنشآت.
وأشار إلى أن مجلس محافظي الوكالة اعتمد يوم أمس قرارًا يؤكد ضرورة الحل الدبلوماسي للقضايا المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، مجددًا التزام الوكالة بدورها الفني الحيادي وبتفويضها لحماية الأمن النووي وعدم الانتشار.
تأتي هذه التصريحات الأممية في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على أهداف داخل إيران، شملت منشآت نووية مثل مجمع نطنز، ما أثار قلقًا دوليًا بالغًا من احتمال وقوع كارثة نووية أو انفجار إقليمي.
وتشهد العلاقات بين إيران وإسرائيل توترًا متصاعدًا منذ سنوات، تفاقم أخيرًا مع اقتراب طهران من مستوى تخصيب يورانيوم مرتفع، وسط تعثر المفاوضات الدولية بشأن العودة للاتفاق النووي، وبينما تتبادل الدولتان التهديدات، يواصل المجتمع الدولي دفعًا باتجاه مسار دبلوماسي عاجل، خشية تفجر نزاع لا تُحمد عقباه.