"سودان تريبيون": قصف مركز إيواء في الفاشر يخلف 5 قتلى وعشرات الجرحى

"سودان تريبيون": قصف مركز إيواء في الفاشر يخلف 5 قتلى وعشرات الجرحى
قصف مركز إيواء في الفاشر - أرشيف

قال موقع "سودان تريبيون"، إن قوات الدعم السريع قَتلت 5 نازحين على الأقل، وأصابت أكثر من ثلاثين آخرين، إثر قصف استهدف مركز إيواء داخل مقر وزارة الزراعة بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أحدث فصول التصعيد العسكري العنيف الذي تشهده المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام.

ومن جانبه، أفاد والي شمال دارفور، الحافظ بخيت، في بيان رسمي، أن قوات الدعم السريع قصفت مركز الإيواء في مقر وزارة الزراعة والثروة الحيوانية خلال انسحابها من المدينة صباح الأحد، عقب فشل هجوم بري واسع النطاق شنّته في ساعات الفجر الأولى.

وأوضح الوالي أن القصف العشوائي أسفر عن مقتل 5 نازحين بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 30 آخرين، بعضهم في حالات حرجة، في حين كانت القوات المنفذة للهجوم تتراجع تحت وقع ضربات القوات الحكومية المدافعة.

الهجوم الأعنف منذ أسابيع

نفذت قوات الدعم السريع، بحسب بيان الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، هجومًا بريًا كبيرًا على مدينة الفاشر من عدة محاور، بعد فترة من الاكتفاء بالقصف المدفعي والطائرات المسيّرة.

وأكّدت قيادة الجيش أن قواتها، مدعومة بعناصر من الشرطة وجهاز المخابرات والقوة المشتركة، تصدت للهجوم وتمكنت من تدمير عدد من الآليات القتالية، من بينها مدرعتان من طراز "صرصر" وسيارتان مصفحتان.

وأشار البيان إلى أن المعارك استمرت حتى ظهر الأحد، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الدعم السريع، دون تقديم أرقام دقيقة، مع التأكيد على أن الوضع لا يزال متوتراً.

أزمة إنسانية خانقة

أعاد هذا التصعيد العسكري فتح الجراح في مدينة الفاشر التي تُعد آخر معاقل الحكومة السودانية في إقليم دارفور، والتي تعيش منذ أبريل 2024 تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع، تسبب في نقص حاد في الغذاء والدواء، وارتفاع مهول في أسعار السلع الأساسية، بحسب ما أورد موقع "سودان تربيون".

ويُقدّر عدد سكان الفاشر بأكثر من مليون نسمة، بينهم مئات الآلاف من النازحين الفارين من مناطق القتال الأخرى في الإقليم، والذين يعيشون في مراكز إيواء تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة الإنسانية، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

يأتي الهجوم الأخير في سياق حملة عسكرية متواصلة تشنها قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، حيث تتهمها منظمات حقوقية محلية ودولية بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، تشمل استهداف المدنيين، ونهب الممتلكات، وتدمير البنية التحتية، والتطهير العرقي في بعض المناطق.

وتنفي قيادة الدعم السريع تلك الاتهامات، وتقول إنها تحارب الجيش السوداني والقوات الموالية له فقط، متهمة الحكومة باستخدام المدنيين "دروعاً بشرية".

لكن المنظمات الدولية، بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، حذّرت مرارًا من أن استمرار العنف في الفاشر سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تعذر وصول المساعدات بسبب الحصار والمعارك المتكررة.

تحذيرات أممية

في الأسبوع الماضي، قالت المبعوثة الأممية الخاصة إلى السودان، روزاليندا براون، إن "معركة الفاشر ستكون كارثية إذا اندلعت على نطاق واسع"، مؤكدة أن "أي هجوم شامل على المدينة سيؤدي إلى نزوح مئات الآلاف، وانهيار ما تبقى من الخدمات الإنسانية والصحية، وسيدفع المنطقة نحو دوامة من العنف يصعب احتواؤها".

وأعربت عدة دول ومنظمات إنسانية، من بينها الاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن قلقها البالغ من الوضع الإنساني في دارفور، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان ممرات آمنة لإيصال المساعدات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية