الولايات المتحدة تحتجز صحفياً سلفادورياً بعد تغطيته احتجاجات ضد ترامب
ومنظمات حقوقية تحذر من تراجع حرية الصحافة
احتجزت سلطات الهجرة في الولايات المتحدة الصحفي السلفادوري ماريو غيفارا بعد أن ألقت الشرطة القبض عليه أثناء تغطيته احتجاجات مناهضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مدينة أتلانتا نهاية الأسبوع الماضي، حسب ما أعلنت منظمات حقوقية وصحفية.
وبحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس" الخميس، قالت لجنة حماية الصحفيين إن غيفارا، المعروف بفيديوهاته التي توثق مداهمات الشرطة بحق مهاجرين، أُوقف بتهمة "عرقلة عناصر الأمن" و"دخول الطريق بطريقة غير مشروعة" خلال مظاهرة "نو كينغز"، لكنه نُقل لاحقاً إلى مركز احتجاز تابع لوكالة الهجرة والجمارك (ICE) رغم أمر قضائي بالإفراج عنه دون كفالة.
دعوات للإفراج الفوري
أعربت لجنة حماية الصحفيين عن "قلق بالغ" إزاء استمرار احتجاز غيفارا، مشيرة إلى أنه يحمل تصريح عمل ساري المفعول، ويخضع لإجراءات قانونية للحصول على إقامة دائمة في الولايات المتحدة عبر ابنه.
ووصفت اللجنة الإجراء بأنه "تراجع مفزع في حرية الصحافة والتعبير"، داعية إلى الإفراج الفوري عنه، كما وجهت رسالة إلى سلطات مقاطعة ديكالب، أعربت فيها عن صدمتها من احتمال أن تؤدي التهم الموجهة إليه إلى ترحيله.
وقالت مؤسسة حرية الصحافة، في بيان منفصل: "لا يوجد مبرر لترحيل صحفي يحمل تصريحاً قانونياً بالعمل.. يجب أن تتحمل شرطة ديكالب مسؤوليتها بعدم تسليمه للسلطات الفيدرالية".
تساؤلات حول مستقبل حرية الإعلام
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد سلطت الضوء على غيفارا في وثائقي قصير عام 2019، تناول فيه تعرضه للتهديدات الجسدية أثناء عمله في السلفادور، ما اضطره لطلب اللجوء إلى الولايات المتحدة، حيث يقيم منذ عام 2004.
تصعيد ضد المهاجرين وحرية الصحافة
جاء توقيف غيفارا في ظل تصاعد الحملات ضد المهاجرين غير النظاميين، حيث كثفت السلطات الأمريكية عمليات الاعتقال في الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي مطلع عام 2025، وحملته العلنية لتشديد سياسات الهجرة.
وأثارت تلك الإجراءات موجة احتجاجات واسعة عبر البلاد، شارك فيها أكثر من خمسة ملايين شخص خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب منظمين، وأكدت مؤسسات حقوقية وصحفية أن تصعيد الاعتقالات يمس بشكل مباشر بحرية الصحافة، لا سيما عندما تطول الصحفيين الذين ينقلون وقائع الاحتجاجات والانتهاكات الميدانية.