إسرائيل تقصف منشأة نووية في أصفهان للمرة الثانية وتعلن مقتل قادة بالحرس الثوري
إسرائيل تقصف منشأة نووية في أصفهان للمرة الثانية وتعلن مقتل قادة بالحرس الثوري
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، عن تنفيذ غارة جوية جديدة استهدفت منشأة نووية في مدينة أصفهان وسط إيران، في ثاني قصف من نوعه منذ اندلاع الحرب المفتوحة بين الجانبين في 13 يونيو الجاري.
وقال بيان للجيش إن "سلاح الجو الإسرائيلي قصف منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي النووية في أصفهان"، مشيرًا إلى أن هذا الموقع سبق استهدافه في اليوم الأول للعملية العسكرية ضد الجمهورية الإسلامية وفق فرانس برس.
وأكد مصدر عسكري إسرائيلي في إحاطة صحفية أن الضربة "ألحقت ضرراً بالغاً" بقدرات إيران على إنتاج أجهزة الطرد المركزي، وقال إن الغارات نُفذت باستخدام 50 طائرة، ورافقها استهداف لثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.
تصفية قياديين في فيلق القدس
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أيضًا "القضاء" على سعيد إيزادي، الذي وصفه بأنه "حلقة الوصل بين إيران وحماس"، مشيرًا إلى أنه استُهدف داخل "شقة اختباء سرية" في مدينة قم.
كما تم اغتيال كل من بهنام شهرياري، قائد وحدة نقل الوسائط القتالية، وأمين بور جودكي، أحد كبار مخططي الهجمات بالطائرات المسيّرة ضد إسرائيل.
في السياق ذاته، أفادت وكالة "إيسنا" الإيرانية أن أربعة عناصر من الحرس الثوري قُتلوا في ضربة إسرائيلية استهدفت معسكر تدريب في تبريز شمال غرب البلاد.
إيران: لا تسرب و"لا تفاوض"
نقلت وكالتا "مهر" و"فارس" الإيرانيتان عن مسؤول محلي في أصفهان قوله إن "معظم الانفجارات كانت ناتجة عن عمل الدفاعات الجوية" وإنه "لم يُرصد أي تسرب لمواد خطرة"، في إشارة إلى الطابع النووي الحساس للموقع المستهدف.
في المقابل، أكد الحرس الثوري الإيراني أنه واصل "العمليات المركبة" عبر إطلاق دفعات من الصواريخ ومسيرات شاهد 136، مشيراً إلى أن الضربات ستتواصل طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية.
ترامب يلوّح بخيار عسكري
سياسيًا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إن المهلة التي حددها لتقرير ما إذا كان سيوجه ضربة عسكرية لإيران "لن تتجاوز أسبوعين"، وأضاف: "قد أتخذ القرار في أي لحظة".
من جهته، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة "أخّرت المشروع النووي الإيراني سنتين أو ثلاثًا"، معتبرًا تصفية قادة الملف النووي "حيوية لأمن إسرائيل".
خسائر بشرية ثقيلة
وفق بيانات رسمية إسرائيلية، أدت الضربات الإيرانية إلى مقتل 25 شخصًا في إسرائيل حتى الآن، فيما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن 350 قتيلاً في صفوفها نتيجة الضربات الإسرائيلية.
لكن وكالة "هرانا"، وهي منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة، قدّرت الحصيلة الإيرانية بأكثر من 657 قتيلاً وألفي جريح.
يأتي هذا التصعيد في حين كانت تجري مفاوضات نووية غير مباشرة بين طهران وواشنطن، وهو ما دفع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للقول: "ربما كان الهجوم مخططًا له منذ البداية.. لا نعرف كيف يمكن الوثوق بالأمريكيين بعد الآن".
تعود جذور النزاع بين إيران وإسرائيل إلى ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حين تبنت طهران خطاباً معادياً لإسرائيل وقطعت العلاقات الدبلوماسية معها، معلنة دعمها الكامل للفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني.
وعلى مدى عقود، ظل الصراع في إطار ما يُعرف بـ"حرب الظل"، تجسدت في اغتيالات، هجمات سيبرانية، واستهداف متبادل لمصالح الطرفين في دول ثالثة، أبرزها سوريا، غير أن الأعوام الأخيرة شهدت تصعيداً نوعياً، بلغ ذروته في ربيع 2025، مع تبادل مباشر للهجمات الصاروخية وعمليات عسكرية علنية، ما أثار مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تتجاوز حدود إيران وإسرائيل لتشمل أطرافاً إقليمية ودولية فاعلة.