"كنت أتنفس الخوف".. رهينة سابق يروي 484 يوماً من الألم في أنفاق غزة

"كنت أتنفس الخوف".. رهينة سابق يروي 484 يوماً من الألم في أنفاق غزة
كيث سيغل، الرهينة الإسرائيلي الأمريكي السابق

 

بصوت يحمل وجع الذكريات، يروي كيث سيغل، الرهينة الإسرائيلي الأمريكي السابق، تفاصيل الأيام الـ484 التي قضاها محتجزًا في قطاع غزة، مؤكداً أنها لم تكن مجرد أيام، بل فصول طويلة من الخوف، والوحدة، والألم، قضى معظمها في أنفاق ضيقة، حيث الضوء شحيح، والهواء بالكاد يُستنشَق، والإنسانية شبه غائبة.

يقول كيث، البالغ من العمر 66 عامًا، وقد أُفرج عنه قبل أكثر من أربعة أشهر: "قطعت وعدًا على نفسي أن أعود، لم أستطع تخيل عدم رؤيتهم مجددًا.. هذا الأمل وحده هو ما أنقذني" وفق فرانس برس.

خُطف كيث مع زوجته أفيفا من منزلهما في كيبوتس كفار عزة خلال الهجوم الذي شنّته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وأُفرج عن أفيفا لاحقًا ضمن هدنة، لكن كيث بقي وحيدًا، متنقلًا في الظل بين الأنفاق والمنازل المدمرة.

ورغم قسوة الاحتجاز، لم يفقد الأمل في لمّ الشمل مع عائلته مضيفاً:"كنت أراهم في مخيلتي يوميًا.. زوجتي، أولادي، أحفادي، كنت أعيش لأجل تلك اللحظة فقط".

لكن خلف الأمل، تختبئ مشاهد لا تُنسى. تحدّث كيث عن الضرب المبرح الذي تعرّض له حتى كُسرت أضلاعه، وعن سخرية خاطفيه منه ومن زوجته، بل ومشاهد تعذيب لرهائن آخرين ما زالت تطارده: "رأيت امرأة تُعذَّب بطريقة لا يمكن تخيلها.. كما لو أننا في عصر الظلمات".

تطابقت روايته مع شهادة رهائن سابقين، مثل أميت سوسانا، التي تحدّثت عن ظروف مماثلة ومحاولات لإجبارها على الاعتراف بأنها جندية.

عاش كيث تحت الأرض، بلا هواء كافٍ، بلا ضوء، وبكثير من الذعر: "كان الوضع الأكثر فظاعة الذي مررت به في حياتي.. لا أتمنى لأحد أن يعيشه".

وفي ظهوره الأخير، ارتدى قميصًا يحمل شعار "أعيدوهم إلى ديارهم الآن"، في نداءٍ مؤثر إلى العالم: "أوقفوا الحرب.. أعيدوا الرهائن إلى أحبّائهم، نحن بشر، ولسنا أدوات في صراعاتكم".

من بين 251 رهينة خُطفوا خلال هجوم 7 أكتوبر، لا يزال 52 شخصًا في الأسر، تعتقد إسرائيل أن 34 منهم على الأقل قد قُتلوا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية