تقرير أوروبي: إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان وترتكب جرائم جسيمة في غزة والضفة
تقرير أوروبي: إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان وترتكب جرائم جسيمة في غزة والضفة
وثّق تقرير صادر عن مكتب الممثل الخاص لحقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي سلسلة من الانتهاكات الخطِرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، في إطار مراجعة جارية لاتفاق الشراكة المبرم مع تل أبيب، بناء على البند الثاني من الاتفاق المتعلق باحترام حقوق الإنسان.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول، اليوم الأحد، أن إعداد التقرير جاء استجابة لقرار صادر عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 20 مايو الماضي، بعد مطالبات من الجانب الهولندي بضرورة تقييم مدى التزام إسرائيل بالمعايير القانونية الدولية، ويُعد هذا التقرير جزءاً من مراجعة أشمل قد تفضي إلى تغييرات في العلاقة الأوروبية مع تل أبيب.
استهداف المدنيين والمشافي وعرقلة الإغاثة
رصد التقرير المسرب، الذي اعتمد على بيانات من منظمات دولية مستقلة ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جملة من الانتهاكات في قطاع غزة، أبرزها عرقلة متعمدة لإيصال المساعدات الإنسانية، واستهداف مباشر للمدنيين والمستشفيات، إلى جانب الهجمات التي طالت الصحفيين ومحاولات طمس الحقيقة عبر تقييد تدفق المعلومات.
كما أشار إلى تنفيذ عمليات تهجير قسري واسعة النطاق، اعتُبرت خرقاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، وتهديداً مباشراً لحقوق الإنسان.
توسع استيطاني وقمع ممنهج
في الضفة الغربية، وثّق التقرير توسعًا غير قانوني للمستوطنات، واعتداءات متكررة من قبل المستوطنين المدعومين من قوات الجيش ضد المدنيين الفلسطينيين، كما شملت الانتهاكات الاعتقالات العشوائية، واستخدام العنف المفرط، وكلها تتعارض مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي واتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
"هيومن رايتس ووتش": تقرير "مخجل"
وصف كلاوديو فرانكافيلا، نائب مدير مكتب "هيومن رايتس ووتش" في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، التقرير بأنه "يصل بطريقة ملتوّة ومخجلة إلى نتيجة واضحة: إسرائيل تنتهك القانون الدولي"، منتقدًا بشدة تردد الاتحاد الأوروبي في مواجهة هذه الانتهاكات رغم وضوح الأدلة.
وشدد فرانكافيلا على أن "لا مسوغ لاستمرار تجاهل الجرائم الإسرائيلية"، داعيًا إلى تحرك حاسم ووقف سياسة المعايير المزدوجة.
آلاف الشهداء ومجاعة واعتقالات
جاء التقرير في ظل استمرار المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة تطال مئات الآلاف.
بالتوازي، صعّد الجيش الإسرائيلي من انتهاكاته في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، حيث استُشهد ما لا يقل عن 980 فلسطينيًا، وأصيب نحو 7 آلاف آخرين، في حين تجاوز عدد المعتقلين 17,500 فلسطيني، ضمن حملة قمعية موسعة تشمل الأطفال والنساء.
يذكر أن اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، الموقع في عام 2000، يتضمن بندًا رئيسيًا يشترط التزام الطرفين بحقوق الإنسان كأساس للعلاقات الثنائية، ومع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية، خصوصًا منذ الحرب الأخيرة على غزة، تتزايد الدعوات داخل الاتحاد لمراجعة هذا الاتفاق، وسط ضغوط شعبية وسياسية متنامية لإنهاء الدعم غير المشروط لتل أبيب، وتحميلها المسؤولية القانونية عن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين.