"فايننشال تايمز": المخابرات الروسية تُحوّل فضول الأطفال لسلاح عبر التجنيد الرقمي
"فايننشال تايمز": المخابرات الروسية تُحوّل فضول الأطفال لسلاح عبر التجنيد الرقمي
عرض عملاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) مبالغ مالية على مراهقين أوكرانيين لتنفيذ مهام استخباراتية عبر تطبيقات مثل تيليغرام وواتساب وفايبر، وأعلنت سلطات الأمن الأوكرانية أن هذه "المهام" شملت تصوير مواقع عسكرية حساسة وزرع عبوات ناسفة.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الاثنين، أن جهاز الأمن الأوكراني (SBU) ألقى القبض على فتى يبلغ من العمر 16 عامًا في مدينة دنيبرو جنوب البلاد، بعد تتبعه أثناء تصويره موقعًا عسكريًا.
وأكد المحققون أن الشاب كان يحمل صورًا وإحداثيات مواقع استراتيجية لصالح الاستخبارات الروسية، وأنه نُسّق معه عبر تيليغرام.
واتهم المحققون الاستخبارات الروسية باستخدام هذه المعلومات لتوجيه ضربات صاروخية وطائرات مسيرة إلى أهداف أوكرانية، وفي يوم الثلاثاء الماضي، تسببت ضربة روسية في مقتل 20 شخصًا وإصابة أكثر من 170 آخرين في دنيبرو.
ويواجه الفتى الموقوف تهمًا بالخيانة العظمى وقد تصل عقوبته إلى السجن مدى الحياة.
تجنيد مستمر للشباب
أكد رئيس جهاز الأمن الأوكراني، الفريق فاسيل ماليوك، أن روسيا تعتمد على تجنيد المراهقين من الفئات الهشة، مثل الأيتام والنازحين والمحرومين اقتصاديًا، وقال: "العدو عدواني، ويرتكب جرائم تجنيد من بين مواطنينا".
وصرح المتحدث باسم الجهاز، أرتيم ديختيارينكو، بأن أكثر من 700 شخص جرى توقيفهم منذ ربيع 2023 بتهم تتعلق بالتجسس أو التخريب، بينهم 175 قاصرًا.
وأطلقت السلطات الأوكرانية حملة توعية وطنية لتحذير المراهقين من خطر الوقوع في فخ التجنيد الروسي، تضمنت بث رسائل تحذيرية عبر الإعلانات ولوحات الطرق، ومقاطع فيديو تعليمية في وسائل النقل العام، كما جرى إرسال عناصر من جهاز الأمن إلى المدارس لشرح طرق التجنيد وسبل التصدي لها.
وأكد ديختيارينكو أن أجهزة الاستخبارات الروسية طورت أساليبها، فبدأت بتكليف المراهقين بإشعال النيران في محطات الكهرباء والسيارات، ثم تطور الأمر إلى تنفيذ تفجيرات انتحارية باستخدام أطفال لا يدركون عواقب تصرفاتهم.
ضحايا التجنيد القسري
اعتقل الجهاز الأمني شابة تبلغ من العمر 19 عامًا في خاركيف بتهمة تنفيذ تفجير لصالح موسكو، كما قتل فتى يبلغ من العمر 15 عامًا وأصيب آخر في انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهما تنفيذ تفجير بمحطة قطار.
كشفت التحقيقات أن الروس استخدموا تطبيقات التواصل لاستدراج الضحايا تحت غطاء "لعبة مهمات"، حيث يُطلب من المراهقين الوصول إلى مواقع معينة وتصويرها، ما أسفر عن ضربات جوية روسية على خاركيف.
وأشارت يوليا غوربونوفا، الباحثة في هيومن رايتس ووتش، إلى أن القوانين الدولية تُلزم أوكرانيا بالتعامل مع الأطفال المتهمين ضمن منظومة عدالة الأحداث، وإعطاء الأولوية لإعادة التأهيل وليس العقاب.
وأكد ديختيارينكو أن المتهمين القُصّر يحصلون على تمثيل قانوني، وأن أي محاكمة مستقبلية ستأخذ في الحسبان سنّهم ووضعهم القانوني، رغم استمرار الضغوط الشعبية لاتخاذ مواقف صارمة تجاه المتعاونين، بمن فيهم القصر.
وقال ماليوك: "رغم صغر أعمارهم، فإن من ينفذون مهامًا لروسيا ضد بلادهم يُعتبرون خونة للدولة".