الأمم المتحدة تكثف ضغوطها لوقف الحرب بالسودان وتحذر من كارثة إنسانية

الأمم المتحدة تكثف ضغوطها لوقف الحرب بالسودان وتحذر من كارثة إنسانية
آثار الحرب في السودان

كثّف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، من تحركاته الدبلوماسية الهادفة إلى تهدئة النزاع المتصاعد، والدفع نحو حل سياسي شامل في البلاد التي تعيش حربًا مدمرة منذ أبريل 2023.

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أن لعمامرة يعمل حاليًا على استكمال الترتيبات لعقد الاجتماع المقبل للمجموعة الاستشارية الدولية حول السودان، والذي سيتم تنظيمه بالشراكة مع الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود أوسع لإطلاق مشاورات أولية مع أطراف النزاع، وخاصة بشأن سبل حماية المدنيين وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

في الجانب الإنساني، أجرى وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، محادثات مباشرة هذا الأسبوع مع كبار المسؤولين في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لحثهم على التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة تتيح إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى آلاف المحاصرين في مدينة الفاشر.

القيود على إيصال المساعدات

ومنذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، واجهت الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة صعوبات جمة في إيصال الإغاثة إلى المدنيين، بسبب الاشتباكات العنيفة ورفض الأطراف المتصارعة السماح بمرور آمن للقوافل الإنسانية، وأكد دوغاريك أن الأمم المتحدة ستواصل اتصالاتها مع جميع الجهات المعنية في السودان لتسهيل الوصول العاجل والمستدام إلى الفئات الأشد ضعفًا.

وفي السياق، أعرب دوغاريك عن بالغ القلق إزاء استمرار القتال، خصوصًا في منطقتي كردفان ودارفور، مشيرًا إلى أن انعدام الأمن في ولايتي شمال وغرب كردفان أجبر أكثر من 30 ألف شخص على الفرار من قراهم. كما تسبب العنف في مدينة الفاشر، شمال دارفور، في نزوح أكثر من 400 ألف شخص منذ أبريل الماضي، غالبيتهم توجهوا إلى منطقة الطويلة المجاورة.

وخلال الشهر الماضي فقط، وصل قرابة 8,000 نازح إلى محلية "الدبّة" في الولاية الشمالية، ما أدى إلى مزيد من الضغط على الموارد المحلية المحدودة، بما في ذلك المأوى والمياه الصالحة للشرب والغذاء والخدمات الصحية.

تحذير من الفيضانات

دق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن خطر الفيضانات المتوقعة خلال موسم الأمطار الممتد حتى أكتوبر، محذرًا من أن أي فيضان قد يعوق الوصول البري ويزيد من خطر تفشي الأمراض.

وأكد دوغاريك أن نحو نصف مليون شخص تضرروا من الفيضانات العام الماضي، في حين لا تزال جهود الاستعداد هذا العام تعاني من نقص حاد في التمويل، ما يعوق تخزين الإمدادات مسبقًا.

وجددت الأمم المتحدة دعوتها إلى جميع الأطراف في السودان لحماية المدنيين والبنية التحتية، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية دون تأخير، مشددة على التزامها بمواصلة جهودها رغم التحديات السياسية والميدانية.

يشهد السودان، منذ اندلاع الصراع المسلح بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، واحدة من أعقد وأشد الأزمات الإنسانية في العالم،وقد أدى النزاع إلى مقتل آلاف المدنيين، وتشريد ملايين الأشخاص داخل وخارج البلاد، إضافة إلى انهيار شبه تام للخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية، ومع تزايد حدة الأزمة وتوسع رقعة الاشتباكات، تحذر المنظمات الدولية من مجاعة وشيكة وانتشار واسع للأوبئة في ظل غياب حل سياسي شامل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية