«اليونيسكو»: المنطقة العربية في حاجة للمزيد من التثقيف في مجال حقوق الإنسان
«اليونيسكو»: المنطقة العربية في حاجة للمزيد من التثقيف في مجال حقوق الإنسان
"هناك حاجة إلى المزيد من التثقيف في مجال السلام وحقوق الإنسان في المنطقة العربية، ويجب أن تأخذ في الاعتبار الحقائق الجديدة للعالم الذي نعيش فيه"، هذه هي الرسالة التي نقلها المعلمون والطلاب والخبراء في عملية مراجعة توصية اليونسكو لعام 1974 بشأن التعليم من أجل التفاهم الدولي والتعاون والسلام وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، خلال مشاورة بقيادة مكتب اليونسكو الإقليمي في الدول العربية.
ومع اقتراب توصية عام 1974 من الذكرى الخمسين لتأسيسها، قررت الدول الأعضاء في اليونسكو مؤخرًا بدء عملية لمراجعتها، من أجل مراعاة التحولات في المشهد العالمي والتعليمي وجعلها أكثر ملاءمة لمواجهة التهديدات والتحديات الجديدة التي يتم مواجهتها، بواسطة الأجيال الجديدة.
وتهدف المراجعة إلى الحصول على صك قانوني دولي قوي متجدد، لتعزيز دور التعليم في القضاء على الظروف التي تهدد بقاء الإنسان ورفاهه.
وأكد الطلاب والمعلمون وخبراء التعليم الذين استشارتهم اليونسكو أن العديد من البلدان في العالم العربي محفوفة بالصراعات العنيفة أو الأزمات التي طال أمدها، مما يضع نظام التعليم ومجتمعاتهم تحت ضغط شديد، كما تستمر عوامل النوع الاجتماعي في إعاقة فرص التعليم للفتيات والنساء في أجزاء من العالم العربي، بالإضافة إلى ذلك، فإن جودة المرافق التعليمية، التي غالبًا ما تتأثر جسديًا بالنزاع، لا تساعد على التعلم والرفاهية.
وشدد المشاركون على أهمية معالجة عواقب الثورة التكنولوجية في التوصية المنقحة: "في عالم افتراضي سريع التغير، الوقت الذي نفهم فيه كيف يعمل شيء صعب ونبدأ في معالجته في المدرسة، انتقل الطلاب بالفعل لشيء جديد.
وقال أحد المعلمين: "يعد تكييف المناهج الدراسية وتوفير تدريب أفضل ومستمر للمعلمين أمرًا ضروريًا في هذا المعنى، يجب أن يشمل ذلك تعزيز التزام المعلمين والمربين بأخلاقيات حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص".
ودعا الخبراء إلى اتباع نهج أقوى يركز على المتعلم ويبتعد عن الأساليب التقليدية القائمة على المحاضرات والتعلم عن ظهر قلب.
وفي هذا الصدد، دعوا إلى منهج تربوي تحويلي أقوى يتضمن التعلم التعاوني وتمكين الشباب من التفكير الإبداعي والنقدي.
أكد اختصاصي برامج التعليم في مكتب اليونسكو الإقليمي في الدول العربية ماركو باسكواليني، أن "التعليم التحويلي هو المفتاح لمواجهة تحديات عصرنا وتعزيز علاقاتنا مع الإنسان والطبيعة".
وأوضح: "من خلال التعلم بالممارسة، وبالتركيز على أمثلة ومواقف الحياة اليومية الملموسة، نتعلم بشكل أسرع، ونصبح مساهمين نشطين في مجتمعات أكثر عدلاً واستدامة، تعد الفنون والثقافة والأنشطة البيئية أدوات قوية لجعل التعليم تحويليًا، بحيث يغير الحياة في المقابل".
وأُعتبرت المشاركة القوية للأسر في تعليم الأطفال والشباب عنصراً أساسياً في المنطقة العربية، من خلال التركيز على القيم الثقافية والروابط الأسرية، يكون لدى الطلاب العرب أداة إضافية لمعالجة القضايا الاجتماعية، والاستفادة من الدعم الأسري القوي، وهذا يتطلب تعاونًا أقوى بين المدارس والأسر والجهات الفاعلة الخارجية، مما يشجع على اتباع نهج المدرسة بأكملها، يجب أن يهدف هذا المكون العائلي والمجتمع بأسره أيضًا إلى معالجة البعد النفسي والاجتماعي للتعليم ورفاهية الطلاب، لا سيما في مناطق النزاع وما بعد النزاع.
وسلط المشاركون الضوء على أهمية المساواة بين الجنسين، وإدماج الفئات المهمشة (أي الطلاب ذوي الإعاقة) وأهداف التنمية المستدامة، لا سيما قضية تغير المناخ، كعناصر مستعرضة يجب أخذها في الاعتبار عند مراجعة عام 1974.