"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(73) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"

صدر العدد الـ(73) من النسخة الرقمية لصحيفة "جسور بوست"، المتخصصة في القضايا الحقوقية والإنسانية، الخميس، حيث تناول أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي في مناطق النزاع وأزمات حقوق الإنسان في العالم، إلى جانب تحليلات حول مسارات الأزمات والحلول الممكنة لها، وجاءت أبرز الموضوعات كالآتي:

استهل العدد الجديد من “جسور بوست” صفحاته بحوار عن أزمة غزة؛ حيث وصفت أولجا تشريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في غزة، الوضع الإنساني بأنه يفوق الوصف مع دمار شامل وفقدان الأمل لدى المدنيين.

وأكدت تشريفكو، أن الاستجابة الدولية الحالية غير كافية أمام أزمة إنسانية مزمنة تفوق القدرة على التخفيف منها. كما أشارت إلى أن ملايين السكان محاصرون في مناطق متقلصة، يبحثون وسط الأنقاض عن قوت يومهم، وتحدثت عن الأثر النفسي العميق على الأطفال والأسر وشددت على صعوبة إيصال المساعدات بسبب القيود الأمنية واللوجستية المستمرة.

حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء

تطرق العدد الجديد إلى ما تشهده أوروبا من موجة تشريعات متشددة تقيد حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء، أبرزها تشديد قوانين لم الشمل وتجريم تقديم المساعدة للمهاجرين غير النظاميين، منوهاً أن النمسا سبقت الجميع بإيقاف لمّ شمل عائلات اللاجئين بدعوى حماية الخدمات العامة، وسط اعتراضات حقوقية، وفرنسا وألمانيا وهولندا بدورها شددت إجراءات الإقامة والجنسية والترحيل، في انعكاس لصعود تيارات اليمين المتطرف.

ويرى خبراء في هذه السياسات تحولًا هيكليًا يهدد القيم الليبرالية والتعددية التي ميّزت القارة، كذلك يحذرون من أن استمرار هذه النزعة قد يعيد تشكيل هوية أوروبا ويفرض انغلاقًا طويل الأمد.

ليبيا وملف الهجرة

تناول العدد تقريراً حول محاولات احتواء أزمة الهجرة في ليبيا، حيث أعلن مجلس النواب الليبي تأسيس المرصد الوطني للهجرة كهيئة مستقلة تُعنى برصد وضبط هذا الملف المعقّد وسط انقسامات سياسية وأمنية، ويهدف المرصد لمراقبة مراكز الإيواء، مراجعة الاتفاقيات، وإدارة برامج العودة الطوعية، لكن خبراء يشككون في قدرته على إحداث فرق حقيقي بسبب غياب الدولة المركزية وهيمنة الميليشيات، في حين أن الأرقام تكشف عن وجود نحو 858 ألف مهاجر من 46 جنسية داخل ليبيا، ما يفاقم الضغوط على الخدمات والبنية التحتية الضعيفة أصلاً.

ويشير التقرير إلى أن الدور الحقوقي والإعلامي للمرصد يُعد محورياً بين التوثيق والمصداقية أمام الداخل والخارج، لكن نجاحه يظل مرهوناً بالدعم السياسي والمالي وإرادة التنفيذ، بعيداً عن أن يصبح مجرد أداة بيروقراطية لجمع البيانات.

انتهاكات في اليمن

حول الأزمة اليمنية تطرق العدد إلى اغتيال الشيخ صالح حنتوس في محرابه بقرية المعذّب جسّد سياسة حوثية منهجية لاستهداف المخالفين فكريًا ودينيًا، ضمن مشروع إعادة «حوثنة» المجتمع، منوهاً أن الجريمة ليست معزولة، بل تأتي في سياق تصفية الدعاة غير الموالين، تعديل المناهج، وتفريغ المساجد من التنوع المذهبي.

وبين أن تقارير حقوقية وثّقت اعتقالات واسعة لناشطين وصحفيين، وقيوداً صارمة على الحريات الإعلامية والدينية وصلت لاعتقال بهائيين، وحتى المساعدات الإنسانية تُوزّع بمعيار الولاء، ما يعمّق الانقسام الاجتماعي، وفي قلب كل ذلك تُستغل المرأة كورقة قمع، وسط صمت المؤسسات القضائية وانهيار منظومة العدالة.

سياسات الهجرة الأمريكية

سلط أحد تقارير العدد الجديد على أن قانون ترامب الكبير دشّن موجة غير مسبوقة من الترحيل الجماعي في الولايات المتحدة، مع توسيع مراكز احتجاز المهاجرين لتستوعب 100 ألف شخص وتمويل ضخم يتجاوز 45 مليار دولار، منبهاً أن القانون لا يقتصر على المهاجرين غير النظاميين، بل يفرض قيودًا قاسية على المقيمين الشرعيين ويقصيهم من مظلة التأمين الصحي.

ويرى جمهوريون أنه وعدًا انتخابيًا يُنفَّذ بدعم شعبي، في حين أن الديمقراطيين يحذرون من انتهاكات وتبعات قانونية واجتماعية خطِرة، فيما تصاعدت الاحتجاجات في مدن كبرى رفضًا للترحيل الجماعي وسياسات الفصل العائلي، وفي خلفية المشهد، شركات خاصة تُحقق أرباحًا طائلة من إدارة هذه المراكز، وسط اتهامات بانتهاكات حقوقية متكررة.

كارلا ديل بونتي

تناول العدد في باب شخصيته الحقوقية تسليط الضوء على كارلا ديل بونتي، المدعية السويسرية التي لُقبت بالصاروخ غير الموجه، حيث لعبت دورًا مفصليًا في ملاحقة قادة الحرب المسؤولين عن مجزرة سربرنيتسا عام 1995، وأسهمت في تقديمهم للعدالة الدولية رغم تحديات وضغوط سياسية هائلة، فتلك المجزرة، التي أودت بحياة أكثر من 8 آلاف مدني بوسني، تحولت إلى رمز للإبادة في قلب أوروبا الحديثة.

وتجسدت جهود ديل بونتي في إصدار لوائح اتهام تاريخية ضد ملاديتش وكارادجيتش بتهم إبادة وجرائم ضد الإنسانية، وبالنسبة لها، العدالة لم تكن مجرد محاكمة، بل شرط للسلام الحقيقي في البلقان، فبعد سنوات من العمل الأممي، واصلت دفاعها عن ضحايا النزاعات في لجان التحقيق الدولية حتى تقاعدها احتجاجًا على تقاعس العالم.

أزمات صحية في السودان

حول تداعيات الحرب الدائرة في السودان سلط العدد الضوء على موجة تفشٍّ خطِرة لأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بفعل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، منوهاً أن الكوليرا وحدها أصابت أكثر من 85 ألف شخص وأودت بحياة أكثر من ألفين، مع توسع التفشي ليشمل 17 ولاية، فيما الأوضاع تزداد سوءًا مع عودة عشرات الآلاف من جنوب السودان إلى مناطق تفتقر لمياه نظيفة وخدمات طبية.

وحذرت الأمم المتحدة من أن 33.5 مليون شخص، بينهم ملايين الأطفال، باتوا في دائرة الخطر، ولا تزال المستشفيات تعاني نقصًا حادًا في الأدوية والعمالة، وسط تحذيرات أممية من انهيار وشيك للنظام الصحي.

الإعدام وسيلة للقمع في إيران

تناول أحد تقارير العدد ما تواجهه إيران من اتهامات متصاعدة باستخدام عقوبة الإعدام كأداة لقمع المعارضة تحت ذريعة الأمن القومي، مع تنفيذ عشرات الإعدامات في محاكمات سرّية تفتقر للعدالة، كاشفاً أن تصاعد القمع شمل اعتقالات واسعة لناشطين وصحفيين وأقليات دينية مثل البهائيين والأكراد، إضافة إلى استدعاء أفراد من الجالية اليهودية.

وحذرت منظمات حقوقية من ترهيب ممنهج يضاعف الخوف في الداخل، وسط ردود فعل دولية محدودة لا تتجاوز بيانات القلق، وفي المقابل، يرى بعض الخبراء أن الظرف الراهن يشكّل فرصة للقيادة الإيرانية لبدء مصالحة وطنية حقيقية تُعيد بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، لكن المخاوف قائمة من أن يُستبدل ذلك بمزيد من العنف والترهيب بدلًا من الإصلاح.

ويمكن لقُراء "جسور بوست" الاطلاع على المزيد من الموضوعات والقضايا الحقوقية من خلال هذا الرابط