"عزلة وتعذيب".. معاناة الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية في سجون إسرائيل
"عزلة وتعذيب".. معاناة الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية في سجون إسرائيل
كشفت المحامية غيد غانم قاسم عن تدهور حاد في الوضع الصحي للطبيب الفلسطيني الأسير حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان شمال غزة، المحتجز في سجون إسرائيل منذ ديسمبر 2024، في ظل ما وصفته بسياسة تعذيب وتجويع ممنهجة.
وأوضحت قاسم، في منشور عبر حسابها على فيسبوك الاثنين، أن موكلها فقد أكثر من 40 كيلوغرامًا من وزنه منذ اعتقاله، حيث انخفض وزنه من 100 كيلوغرام إلى أقل من 60، مشيرةً إلى ظروف احتجاز "قاسية ومميتة" داخل سجن عوفر.
وقالت إن أبو صفية تعرّض في 24 يونيو الماضي لاعتداء عنيف استهدف صدره بشكل مباشر، وترك كدمات ظاهرة على وجهه ورأسه وظهره وعنقه، في حين امتد الضرب لأكثر من نصف ساعة داخل زنزانته (قسم 24، غرفة 1).
وأضافت قاسم أن طلبات الأسير المتكررة لإجراء فحوصات طبية عاجلة وعرضه على طبيب قلب مختص قوبلت بالرفض من إدارة السجن، رغم معاناته من اضطراب ضربات القلب وارتفاع مزمن في ضغط الدم، فضلًا عن كسر نظارته الطبية.
وأشارت إلى أن أبو صفية لا يزال محرومًا من أشعة الشمس، ويُحتجز في عزلة تامة وسط ارتداء ملابس شتوية تحت الأرض، ما يزيد من تدهور حالته الصحية والنفسية.
تحقيق قاسٍ وعزل متواصل
وكشفت المحامية أن أبو صفية خضع لأقسى أنواع التحقيق منذ اعتقاله، حيث استمر أطولها 13 يومًا متواصلة، بواقع 8 إلى 10 ساعات يوميًا من التحقيق القاسي والتنكيل الجسدي والنفسي.
كما نُقل إلى معتقل "سديه تيمان" سيئ السمعة حيث قضى 14 يومًا في العزل، ثم أُعيد عزله في سجن عوفر لمدة 25 يومًا قبل أن يُرحَّل إلى قسم 24 المخصص لمعتقلي قطاع غزة.
وفي أول لقاء جمعه بمحاميته بعد شهور من الانقطاع، عبّر أبو صفية عن ألمه الشديد حيال فقدان نجله الذي استُشهد في غزة قبل اعتقاله بشهرين، حيث دُفن مؤقتًا قرب مستشفى كمال عدوان نتيجة العدوان، ولم يتمكن من وداعه، كما فقد والدته بعد عشرة أيام فقط من اعتقاله.
قانون "المقاتل غير الشرعي"
يُذكر أن سلطات إسرائيل قررت تحويل أبو صفية إلى الاعتقال وفق قانون "المقاتل غير الشرعي" الذي يُجيز احتجاز الفلسطينيين دون توجيه تهم أو محاكمة ودون الالتزام بالمعايير الدولية، في خرق واضح لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
وكان الإعلام العبري قد نشر في فبراير الماضي تسجيلًا مصورًا يُظهر أبو صفية مكبل اليدين والقدمين، ويبدو عليه الإعياء الشديد خلال مقابلة أجرتها معه القناة 13 الإسرائيلية.
وطالبت منظمة العفو الدولية في يناير الماضي بالإفراج الفوري عنه، مؤكدة حصولها على شهادات موثقة حول تعرض العاملين في القطاع الصحي والمعتقلين الفلسطينيين للتعذيب وسوء المعاملة داخل سجون إسرائيل فيما أكدت المحامية قاسم أن "الطبيب حسام وسائر الأسرى الفلسطينيين ليسوا بخير"، في ظل سياسة إهمال طبي وتعذيب ترقى لانتهاكات جسيمة.
ويعاني أبو صفية من أمراض مزمنة بينها تضخم عضلة القلب، دون أن يتلقى أي رعاية طبية ملائمة حتى الآن، ما يُنذر بخطر داهم على حياته.
تستمر الحرب المدمّرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس وأسفر عن مقتل أكثر من 1219 شخصًا في إسرائيل، معظمهم مدنيون، بحسب إحصاءات رسمية.،وردّت إسرائيل بحملة عسكرية كثيفة غير مسبوقة، خلّفت حتى اليوم أكثر من 58 ألف شهيد فلسطيني -معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال- وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تُعد أرقامها موثوقة لدى الأمم المتحدة.
وتسببت الحرب في دمار هائل للبنية التحتية في القطاع؛ إذ دُمرت آلاف المباني السكنية والمستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء، فيما يواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة ونقصًا حادًا في الأدوية والمواد الأساسية، ومع استمرار العمليات العسكرية واقترابها من إكمال عامين، يتصاعد القلق الدولي من تفاقم الكارثة الإنسانية في غياب أفق سياسي حقيقي يضع حدًا للعنف والمعاناة.