احتفال تحول لأزمة.. تحقيق مع نجم برشلونة لامين يامال بسبب إهانة ذوي الإعاقة
احتفال تحول لأزمة.. تحقيق مع نجم برشلونة لامين يامال بسبب إهانة ذوي الإعاقة
أشعل حفل عيد ميلاد لاعب برشلونة: الشاب لامين يامال (18 عامًا) جدلاً واسعًا في إسبانيا، بعد تقارير عن استئجار أقزام لتقديم عروض ترفيهية خلال المناسبة، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية "إهانة لكرامة ذوي الإعاقة" وانتهاكًا صارخًا للقانون.
وزارة الحقوق الاجتماعية في إسبانيا لم تقف مكتوفة الأيدي، إذ ناشدت مكتب المدعي العام فتحَ تحقيق رسمي للوقوف على ما إذا كان هذا الفعل يمثّل خرقًا للقوانين التي تحمي حقوق ذوي الإعاقة بحسب شبكة "بي بي سي".
وفي الوقت نفسه أعلنت رابطة أديي، وهي منظمة تدافع عن حقوق الأشخاص الذين يعانون القزامة وخَلل التنسج الهيكلي، أنها أقامت دعوى قضائية ضد لامين يامال، ووصفت ما حدث بأنه تصرّف غير مقبول في القرن الحادي والعشرين، ويكرّس الصور النمطية المهينة ويفتح الباب لمزيد من التمييز.
القانون يحمي الكرامة
بحسب الرابطة، القانون الإسباني يحظُر بشكل صريح استخدام ذوي الإعاقة في أنشطةٍ الغرض منها التهكّم أو الاستهزاء أو تقديم التسلية التي تمسّ بالكرامة الإنسانية.
وقالت الرابطة في بيانها: "هذه التصرّفات لا تنتهك القانون فحسب، بل تخالف القيم الأخلاقية لمجتمع يجب أن يقوم على احترام كرامة الجميع، بلا استثناء".
وفي المقابل، نقلت محطة "راديو كتالونيا" شهادة أحد الفنانين المشاركين في الحفل –وهو من أصحاب القزامة– الذي رفض ذكر اسمه.
هذا الفنان قال إنهم لم يشعروا بأي إهانة، مؤكدًا أنهم قدموا عروضًا راقصة وفقرات ترفيهية بمحض إرادتهم، وبشكل قانوني تمامًا، مضيفًا: "لسنا قرودًا تُقدّم عروضًا، نحن فنانون محترفون ونعرف جيدًا ما نقوم به. قضينا جميعًا وقتًا رائعًا مع يامال وبقية الحضور".
موقف نادي برشلونة
أما نادي برشلونة، فاكتفى بالتعليق بأن الحفل جرى في إطار شخصي بحت ولا يملك النادي معلومات كافية للتعليق عليه، لكنه وعد بأنه سيُعيد تقييم الموقف بمجرد توافر معلومات مؤكدة.
وفي إسبانيا، نشأت حركة حقوقية قوية خلال العقود الأخيرة تطالب بعدم استخدام ذوي الإعاقة، بمن فيهم الأشخاص ذوو القزامة، في أنشطة ترفيهية تكرّس التنميط وتنتقص من الكرامة.
وترى هذه المنظمات أن مثل هذه العروض، حتى وإن جرت برضا المشاركين، تؤذي الصورة المجتمعية لذوي الإعاقة وتُبقيهم في إطار الفرجة بدلًا من الاعتراف الكامل بإنسانيتهم وحقوقهم المتساوية.
وتكشف القضية عن صراع أعمق بين حرية الفرد في العمل والاختيار وبين مسؤولية المجتمع في حماية الفئات الأضعف من التمييز. جدلٌ لم تُحسم إجابته بعد، لا في إسبانيا ولا في أماكن أخرى من العالم.