وسط انهيار صحي.. تفشي الكوليرا في السودان يهدد ملايين السكان

وسط انهيار صحي.. تفشي الكوليرا في السودان يهدد ملايين السكان
تفشي الكوليرا في السودان - أرشيف

حذرت منظمات طبية وحقوقية من تفشي وباء الكوليرا بوتيرة متسارعة في إقليم دارفور، في وقت يشهد فيه السودان انهيارًا شبه كامل للبنية الصحية جراء النزاع المسلح المستمر. 

وكشفت شبكة أطباء السودان والمنسقية العامة للنازحين واللاجئين، في بيان اليوم الاثنين، أن ملايين المواطنين، خاصة الأطفال، باتوا عرضة لخطر الإصابة، مع انخفاض حاد في معدلات التحصين وغياب خدمات الرعاية الطبية الأساسية.

وأفادت شبكة أطباء السودان بأن عدد الإصابات المؤكدة تجاوز ستة آلاف حالة، في حين تم تسجيل أكثر من 103 وفيات في منطقة طويلة شمال دارفور وحدها، بينهم نساء وأطفال. 

وأضافت أن المنطقة سجلت أكثر من 2500 إصابة في الأسابيع الأخيرة، وسط تزايد مخيف للحالات، ما ينذر بانهيار كامل للنظام الصحي والإنساني. 

وأشارت إلى أن انتشار المرض تفاقم بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، ما أدى إلى توقف سلاسل الإمداد وتعطيل برامج الرعاية الصحية وانعدام الأدوية الأساسية.

استهداف الكوادر الطبية

حملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية المباشرة عن تفشي الوباء، موضحة أن مئات الأطباء والكوادر الصحية تعرضوا للقتل والاعتداء والاختطاف، وأُجبروا أحيانًا على دفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم، ما أدى إلى هروبهم أو تشريدهم، ما أفرغ المنطقة من الكفاءات الطبية الضرورية لمواجهة الأزمة.

وأوضحت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين أن الوباء ينتشر حاليًا في مخيمات طويلة وجبل مرة ونيالا وزالنجي، مع تسجيل مئات الحالات يوميًا. 

وفي مخيمات النزوح، تم رصد 435 إصابة و45 وفاة في مخيم كلمة، و191 إصابة و49 وفاة في مخيم عطاش، و103 إصابات و4 وفيات في مخيم دريج، بالإضافة إلى عشرات الحالات في مخيم السلام. 

كما وصل المرض إلى مخيمات الحميدية وخمسة دقيق وتالولوا وأوركوم، ليبلغ إجمالي الحالات المؤكدة منذ بداية التفشي 5,412 إصابة و235 وفاة.

الكوليرا في السودان

تُعد الكوليرا من الأمراض الوبائية التي شهد السودان موجات متكررة منها خلال العقود الماضية، خاصة في مناطق النزاع التي تعاني شح المياه النظيفة وسوء الصرف الصحي. 

وتنتقل العدوى غالبًا عبر المياه أو الطعام الملوث، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إذا لم يُعالج المصاب بسرعة عبر تعويض السوائل والأملاح. 

ومع استمرار النزاع في دارفور، تزداد صعوبة السيطرة على الوباء في ظل ضعف البنية التحتية الصحية.

انتشار سريع للمرض

وأكدت المنسقية أن انتشار المرض يتم بسرعة غير مسبوقة رغم جهود منظمات الإغاثة والمتطوعين وغرف الطوارئ التي تواجه نقصًا حادًا في المستلزمات الطبية وغياب مراكز عزل كافية. 

وتبذل هذه الجهات محاولات حثيثة لتوفير العلاج والحد من انتشار العدوى، لكن الحصار والصعوبات اللوجستية يعرقلان عمليات الاستجابة، ما ينذر بتحول الأزمة الصحية إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية