بعد اختناق العشرات.. تركيا تجلي أكثر من ألفي شخص بسبب حريق في تشاناكالي

أجلت السلطات التركية أكثر من ألفي شخص في محافظة تشاناكالي شمال غرب البلاد، بعد اندلاع حريق هائل في ساعات الظهيرة تسبب في تدمير منازل واختناق عشرات السكان بالدخان. 

وأوضح محافظ تشاناكالي عمر ترامان في تصريح نشره على منصة "إكس"، الاثنين، أن 2,090 مواطنًا تم إجلاؤهم برًا وبحرًا؛ إجراءً احترازياً، في حين نُقل 77 شخصًا إلى المستشفيات بعد استنشاقهم الدخان، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وذكرت وسائل إعلام تركية أن الحريق، الذي أججته رياح قوية، امتد بسرعة إلى عدة بلدات عند المدخل الجنوبي لمضيق الدردنيل، ومن بينها بلدة غوزليالي السياحية التي تشهد تزايدًا كبيرًا في أعداد السكان خلال فصل الصيف. 

ونشرت الصحف المحلية صورًا لمنازل محترقة، وسيارات متفحمة، وأشجار تحولت إلى هياكل سوداء جراء النيران.

وأكدت السلطات نشر أكثر من 760 عنصر إطفاء مدعومين بعشر طائرات وتسع مروحيات، إضافة إلى أكثر من 200 مركبة لمكافحة الحريق.

الحر وموسم الحرائق

شهدت تركيا هذا الصيف درجات حرارة قياسية، حيث سجل شهر يوليو أعلى متوسط حرارة منذ بدء تسجيل البيانات قبل 55 عامًا، ما أسهم في زيادة خطر اندلاع الحرائق وانتشارها بسرعة. 

وتأتي هذه الكارثة بعد أسابيع فقط من سلسلة حرائق مدمرة شهدتها البلاد، أسفرت عن مقتل 14 شخصًا الشهر الماضي في غرب تركيا أثناء مشاركتهم في جهود الإطفاء.

حرائق الغابات في تركيا

تواجه تركيا منذ سنوات تحديًا متصاعدًا في إدارة حرائق الغابات، خاصة في ظل تغير المناخ الذي يؤدي إلى مواسم جفاف طويلة وأعاصير نارية شديدة. 

وتُعد منطقة بحر إيجة وغرب الأناضول من أكثر المناطق عرضة لهذه الكوارث، حيث يتداخل النشاط السياحي الكثيف مع الغطاء النباتي الكثيف، ما يزيد من تعقيد عمليات الإطفاء. 

ويرى خبراء البيئة أن تكرار مثل هذه الحرائق بهذا الحجم يستدعي خطط طوارئ أكثر شمولية، تشمل زيادة أسطول الطائرات المخصصة للإطفاء، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، وتدريب المجتمعات المحلية على الأساليب الوقاية والإخلاء السريع.