وسط تصاعد الغضب.. إسرائيل على موعد مع إضراب شامل تضامناً مع رهائن غزة

وسط تصاعد الغضب.. إسرائيل على موعد مع إضراب شامل تضامناً مع رهائن غزة
مظاهرات في إسرائيل من أجل الرهائن

تستعد إسرائيل لأحد أكبر الإضرابات المدنية منذ اندلاع حرب غزة، بعدما أعلنت الجامعة المفتوحة انضمامها إلى الحراك الشعبي المقرر الأحد المقبل، دعماً لمطلب إعادة الرهائن المحتجزين في القطاع، هذا الإضراب، الذي دعت إليه عائلات الرهائن، يهدف إلى دفع الحكومة نحو وضع هذا الملف على رأس أولوياتها، وسط مخاوف متزايدة من أن تؤدي العمليات العسكرية إلى تعريض حياة المحتجزين للخطر.

في مؤتمر صحفي أمام مقر وزارة الجيش في تل أبيب، بحسب ما أوردته صحيفة "يسرائيل هيوم" الثلاثاء، خاطبت إحدى الأمهات الإسرائيليين بعبارات مؤثرة: “أرجوكم ألا تبقوا صامتين.. الصمت يقتل أبناءنا”، وهي الرسالة التي حملت بعداً إنسانياً عميقاً لم تقتصر على الشارع، بل وُجهت أيضاً إلى أصحاب الشركات ورؤساء النقابات، مطالبة بشل حركة العمل والاقتصاد تضامناً مع المختطفين.

ضغط سياسي داخلي

زعيم المعارضة يائير لبيد أعلن تأييده العلني للإضراب، مؤكداً أنه ليس مسألة سياسية أو حزبية، بل “واجباً إنسانياً ووطنياً”، داعياً حتى مؤيدي الحكومة للمشاركة، وفي المقابل، رفض اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي “الهستدروت” الانضمام رسمياً، مكتفياً بدعم مظاهرات التضامن العمالية.

عشية الإعلان عن الإضراب، شهدت تل أبيب ومدن أخرى تظاهرات حاشدة، شارك فيها عشرات الآلاف، احتجاجاً على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال مدينة غزة، ومطالبة بصفقة تبادل شاملة للرهائن وامتدت الاحتجاجات إلى الطرق الرئيسية مثل مسالك “أيالون” التي أغلقها المتظاهرون لساعات، قبل أن تتدخل الشرطة وتعيد فتحها.

أزمة رهائن ممتدة

من أصل 251 شخصاً اختُطفوا خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023، لا يزال 49 رهينة في غزة، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم قضوا. 

وقد نشرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي مؤخراً مقاطع فيديو لرهينتين في حالة هزال شديد، ما أثار موجة قلق وغضب في المجتمع الإسرائيلي.

بدأت الأزمة الحالية عقب هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1,219 شخصاً في إسرائيل، معظمهم مدنيون. وردّت إسرائيل بحرب شاملة أوقعت أكثر من 61,499 شهيدا في غزة، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في القطاع، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

ومع مرور أكثر من 22 شهراً على اندلاع الحرب تراجعت فرص التوصل إلى تسوية سياسية، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتصاعد المطالب الداخلية بوقف الحرب مقابل إبرام صفقة تبادل.

ووجّهت عائلات المحتجزين اتهامات مباشرة لنتنياهو، معتبرة أن خطته العسكرية تضحي بما تبقى من رهائن “على مذبح حرب بلا نهاية”، وهددت بملاحقته سياسياً وشعبياً، والتذكير المستمر، كما قالت، بأنه “كان قادراً على إنقاذهم لكنه اختار الطريق الذي أودى بحياتهم”.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية