كارثة إنسانية.. الأمم المتحدة تحذر من دخول اليمن دوامة من الفقر والبطالة

كارثة إنسانية.. الأمم المتحدة تحذر من دخول اليمن دوامة من الفقر والبطالة
نساء وأطفال يمنيون - أرشيف

بعد أكثر من 10 سنوات على اندلاع الحرب المدمرة التي مزقت البنية التحتية وأغرقت البلاد في دوامة من الفقر والبطالة والانهيار الاقتصادي، يقف اليمن اليوم على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة. 

وحذرت الأمم المتحدة من اقتراب البلاد سريعًا من مجاعة واسعة النطاق قد تُصنّف ضمن الأسوأ في التاريخ الحديث إذا لم يتحرك المجتمع الدولي فورًا لتفادي ما وصفته بـ"الخطر القاتل" الذي يهدد الملايين، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الأربعاء. 

وجاءت هذه التحذيرات وسط مشهد معقد، حيث تتداخل أزمات الحرب المستمرة مع نقص الغذاء والماء وتدهور النظام الصحي، ما يجعل الجوع اليوم ليس مجرد احتمال، بل واقع يزداد قسوة يومًا بعد يوم.

أرقام صادمة

في إحاطة أمام مجلس الأمن، قال مدير قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن "المجاعة في اليمن ليست حتمية، لكنها وشيكة"، مشددًا على أن منعها يتطلب زيادة التمويلات الإنسانية بشكل عاجل وتمكين فرق الإغاثة من الوصول إلى الفئات الأشد ضعفًا قبل فوات الأوان. 

ووفق بيانات المنظمة، يعيش أكثر من 17 مليون شخص في حالة جوع، في حين يواجه نصف الأطفال دون سن الخامسة سوء تغذية حاداً، ويعاني نصفهم تقريباً من التقزم، الأمر الذي يضاعف خطر وفاتهم من أمراض شائعة بمعدل يراوح بين تسعة و12 ضعفًا مقارنة بالمعدل العالمي، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي.

ووثقت فرق التقييم الميداني خلال يوليو الماضي مشاهد مأساوية في مخيمات النازحين بمديرية عبس في محافظة حجة، أظهرت وفاة أطفال نازحين نتيجة ما وصفه المسؤول الأممي بـ"الجوع البطيء والصامت". 

وأكد أن هذه الحالات ليست استثناءً، بل تمثل الواقع اليومي لآلاف الأسر التي تعيش في أوضاع شديدة الهشاشة، محاصرة بين انعدام الأمن الغذائي وغياب الخدمات الأساسية.

الحل يتجاوز الإغاثة

شددت الأمم المتحدة على أن المساعدات الإنسانية، رغم ضروريتها لإنقاذ الأرواح، لا يمكن أن تشكل حلًا دائمًا، موضحة أن استمرار الصراع والانهيار الاقتصادي سيبقي اليمن رهينة أزمات متكررة مهما بلغ حجم الدعم الدولي. 

ودعت إلى ضرورة التوصل لحل سياسي شامل يوقف الحرب ويفتح الطريق أمام إعادة بناء الدولة والاقتصاد، مؤكدة أن إنقاذ اليمن من المجاعة لا يكون فقط عبر شحنات الغذاء، بل بإنهاء جذور الأزمة التي تلتهم حياة الملايين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية