حقوقيتان مغربيتان تدعوان إلى تضامن دولي للدفاع عن النساء بمناطق النزاع

حقوقيتان مغربيتان تدعوان إلى تضامن دولي للدفاع عن النساء بمناطق النزاع
الحقوقيتان زهرة قوبيع ونعيمة واهلي

دعت ناشطتان حقوقيتان من المغرب إلى توسيع دائرة التضامن النسوي العابر للحدود باعتباره أداة ضغط أخلاقية وسياسية، ووسيلة لتبادل الخبرات بين النساء الناجيات من النزاعات، مؤكدتين أن القضية النسائية في مناطق الحرب لا يمكن حصرها في حدود جغرافية، بل تمثل ذاكرة إنسانية مشتركة لكل من يؤمن بالعدالة والكرامة.

وأكدت زهرة قوبيع، الناشطة في جمعية “ملتقى المرأة بالريف” وعضوة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن ما شهدته غزة خلال الحرب الأخيرة يمثل “تهجيراً قسرياً وتطهيراً عرقياً ضد المدنيين”، بحسب ما ذكرت لوكالة "JINHA"، اليوم الخميس.

وأشارت إلى أن استهداف المستشفيات ومراكز إيواء النساء كان جزءاً من سياسة ممنهجة تهدف إلى ضرب استمرارية المجتمع الفلسطيني على المستويين الاجتماعي والثقافي.

النساء في غزة 

ورأت قوبيع أن النساء في غزة تعرضن لهجوم خاص ومباشر لأنهن يحملن رمزية الاستمرارية والحياة، مؤكدة أن استهدافهن يعني استهداف مستقبل المجتمع بأسره

وأضافت أن معاناة النساء الفلسطينيات ليست استثناءً، بل هي جزء من نمط متكرر يتجلى في مناطق نزاع متعددة، حيث تكون النساء الأكثر هشاشة أمام الحرب والعنف.

وأشارت الناشطة المغربية إلى تجارب مأساوية مشابهة في السودان والعراق وسوريا، إذ تدفع النساء ثمن الحروب من تهجير وقتل وفقدان للأزواج والأبناء، لافتة إلى أن الملايين من النساء النازحات في السودان يواجهن الاستغلال الجنسي والانتهاكات التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

مبادرات ومطالب دولية

رحبت قوبيع بالمبادرات النسائية المغربية والدولية التي سعت إلى تجديد التضامن مع الشعب الفلسطيني، مشيدة بمبادرة “قافلة الصمود” التي شاركت فيها مناضلات مغربيات. 

وذكرت بالاسم خديجة رياضي مثالاً على مشاركة نسائية فاعلة ومتساوية إلى جانب الرجال في التحركات الداعمة لفلسطين.

ودعت قوبيع إلى مواصلة النضال النسائي في الميادين السياسية والاجتماعية، معتبرة أن التضامن النسوي يمتد إلى الأسرة والمجتمع ويشكل قاعدة دعم أوسع للقضايا العادلة. 

كما طالبت المجتمع الدولي بـ “التحرك الفوري لوقف آلة القمع وسياسات الاحتلال”، مؤكدة أن صوت النساء بات يمثل ضمير العالم الإنساني.

الحقوق لا تتجزأ

من جانبها، شددت نعيمة واهلي، عضوة المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على أن التضامن النسوي لا يمكن فصله عن التجارب السابقة للحركات الدولية الداعمة لفلسطين، مستشهدة بـ “أسطول الحرية” الذي شاركت فيه نساء من مختلف دول العالم. 

وقالت: “صورة النساء اللواتي شاركن في الأسطول تبقى رمزاً للمقاومة المدنية العابرة للحدود، وتجسيداً لإرادة الشعوب الحرة في مواجهة الحرب”.

ووصفت واهلي الأوضاع في غزة بـ“المأساوية والمؤلمة”، مؤكدة أن ما يتعرض له الفلسطينيون يمثل انتهاكات جسيمة وجرائم إبادة تتحدى كل المواثيق الدولية. 

وأوضحت أن النساء في غزة يتحملن الكلفة الكبرى، سواء من خلال الاعتقال أو فقدان الأزواج والأبناء أو التعرض للقصف أثناء النزوح.

وأضافت أن النساء في مناطق الأزمات “هن أول من يعاني وآخر من تُسمع أصواتهن”، مشيرة إلى أنهن يواجهن في كل حرب أو كارثة الاغتصاب، التجويع، وانتهاك الكرامة. 

ولفتت إلى ضرورة عدم إغفال معاناة نساء السودان والمهاجرات واللاجئات اللواتي يواجهن يومياً الحرمان من الحقوق الأساسية في التعليم والصحة والعمل.

نضال إنساني شامل

وشددت واهلي على أن النضال الحقوقي النسائي لا يقبل التجزئة، قائلة: “الحقوق لا تتجزأ، ولا يمكن فصل نضالنا نحن النساء المغربيات عن نضال نساء فلسطين أو السودان أو المهاجرات أو السجينات. نحن نطالب بحماية دولية حقيقية لهن وضمان حقهن في الحياة والكرامة”.

وأكدت الناشطتان أن المعركة التي تخوضها النساء ليست معركة محلية أو فلسطينية فقط، بل هي معركة إنسانية ضد العنف المسلح والإفلات من العقاب، معتبرتين أن النساء يمثلن خط الدفاع الأول عن السلم الأهلي، وفي الوقت نفسه أول من يدفع ثمن انهياره.

ورغم الهدنة الهشة في غزة، تبقى الأسئلة الكبرى حول العدالة وجبر الضرر وإعادة الإعمار معلقة، وتتعالى الأصوات النسائية في المنطقة مطالبة بجعل السلام قائماً على العدالة والكرامة.

وترى الناشطتان أن التضامن النسوي ليس فعلاً آنياً بل مسار طويل لمساءلة جذور العنف، سواء تمثل في الاحتلال أو التهميش أو التمييز، مؤكدتين أن اتحاد الأصوات النسائية من المغرب إلى فلسطين، ومن السودان إلى سوريا، يشكل نواة لأفق جديد من السلام القائم على الإنسان أولاً.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية