كارثة في باكستان.. أكثر من 150 مفقوداً و344 قتيلاً جراء الفيضانات
كارثة في باكستان.. أكثر من 150 مفقوداً و344 قتيلاً جراء الفيضانات
أعلنت هيئة إدارة الكوارث الإقليمية في شمال غرب باكستان، اليوم الأحد، عن فقدان ما لا يقل عن 150 شخصًا في أعقاب فيضانات مفاجئة أودت بحياة 344 شخصًا في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأكد رئيس الهيئة في إقليم خيبر بختونخوا، أسفنديار ختّاك، أن عشرات من المفقودين قد يكونون عالقين تحت أنقاض المنازل المنهارة أو جرفتهم السيول العاتية، مشيرًا إلى أن العدد الأكبر سُجّل في منطقتي بونر وشانغلا الجبليتين، حيث أدت الانهيارات الأرضية إلى طمر أحياء كاملة.
وتحدى آلاف من رجال الإنقاذ الباكستانيين الأمطار الغزيرة والأوحال التي وصلت إلى مستوى الركبة بحثًا عن ناجين بين الركام.
تحديات أمام رجال الإنقاذ
حاولت الفرق إزالة الصخور الضخمة التي سقطت على المنازل، لكن ضعف الإمكانيات وبطء المعدات حال دون الوصول السريع إلى جميع المواقع المتضررة.
وأكدت السلطات أن معظم الضحايا سقط في إقليم خيبر بختونخوا، وهو الإقليم الأكثر تضررًا منذ بدء موسم الأمطار الموسمية.
وتوقعت الأرصاد الجوية المحلية أن تشتد قوة الأمطار في الأيام المقبلة، ما يثير مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا وتفاقم الأضرار.
موسم أمطار وكارثة متكررة
شهدت باكستان خلال العقود الأخيرة سلسلة من الفيضانات المدمرة المرتبطة بموسم الرياح الموسمية، الذي يمتد عادة من حزيران/يونيو حتى سبتمبر.
وتُعد هذه الفيضانات من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تواجهها البلاد، إذ تتسبب في مقتل المئات وتشريد عشرات الآلاف كل عام، إضافة إلى خسائر هائلة في البنية التحتية والزراعة.
وكانت فيضانات عام 2022 قد شكلت واحدة من أعنف الكوارث في تاريخ باكستان الحديث، حيث أودت بحياة أكثر من 1700 شخص وأغرقت ثلث البلاد تقريبًا تحت المياه، ما دفع الحكومة لإعلان حالة الطوارئ وطلب مساعدات عاجلة من المجتمع الدولي.
تحديات إنسانية ومناخية
سلطت هذه الكارثة الجديدة الضوء مجددًا على هشاشة البنية التحتية الباكستانية في مواجهة الكوارث الطبيعية، حيث تفتقر مناطق واسعة إلى أنظمة إنذار مبكر فعالة، في حين يعاني جهاز الطوارئ من نقص المعدات والكوادر المدربة.
ويرى خبراء المناخ أن التغيرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري تؤدي إلى جعل الأمطار الموسمية أكثر غزارة وأشد خطورة، ما يزيد من احتمالية وقوع فيضانات وانزلاقات أرضية مدمرة في المنطقة.
وحذرت الأمم المتحدة مرارًا من أن باكستان تُعد من أكثر الدول عرضة لتأثيرات التغير المناخي، رغم مساهمتها المحدودة في الانبعاثات العالمية.