عشرات الآلاف في شوارع تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الرهائن
عشرات الآلاف في شوارع تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الرهائن
في واحدة من أضخم موجات الاحتجاج منذ بدء الحرب في غزة، خرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين مساء الأحد، إلى شوارع تل أبيب، مطالبين بوقف العمليات العسكرية والتوصل إلى اتفاق يضمن إعادة الرهائن المحتجزين.
التظاهرة التي دعا إليها منتدى عائلات الرهائن قدّر منظموها أن نصف مليون شخص شاركوا فيها، رافعين صور ذويهم وأعلام إسرائيل، مرددين هتافات "أعيدوهم جميعا" و"أوقفوا الحرب" بحسب فرانس برس.
عائلات تحت الضغط
عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان، وقفت على منصة الاحتجاج مخاطبة الحشود بقولها: "نطالب باتفاق شامل وقابل للتحقيق، إضافة إلى نهاية الحرب. نطالب بما يحق لنا به، أبناءنا". واتهمت الحكومة بعدم تقديم أي مبادرة فعلية لإنهاء النزاع.
من بين 251 شخصًا خُطفوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023، ما يزال 49 في قطاع غزة، بينهم 27 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا، ومع كل يوم إضافي، يتزايد شعور عائلات الرهائن بأن الوقت ينفد.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض مطالب المحتجين، مؤكدا أن إنهاء الحرب قبل القضاء على حركة حماس سيؤدي إلى تكرار مأساة أكتوبر، على حد وصفه. وفي المقابل، صعّد الجيش من عملياته الميدانية معلنا "تركيز" جهوده على مدينة غزة، التي تعدها إسرائيل آخر معاقل الحركة.
تزامناً مع الاحتجاجات، أعلن الدفاع المدني في القطاع استشهاد 18 فلسطينياً في قصف إسرائيلي جديد، في حين وصفت حركة حماس الخطط العسكرية الإسرائيلية بأنها "موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي"، معتبرة أن الدعم الأمريكي يمنح إسرائيل غطاءً لمواصلة العمليات.
المظاهرات أثارت جدلًا سياسيًا حادًا داخل إسرائيل، ووصف وزراء من اليمين المتطرف الاحتجاجات بأنها "خدمة مجانية لحماس"، في حين رد زعيم المعارضة يائير لابيد بالقول إن الحكومة الحالية هي من عززت قوة الحركة، حتى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ انضم إلى المتظاهرين مؤكدًا ضرورة الضغط الدولي لاستعادة الرهائن.
اللحظة الأخيرة
بين هتافات الغضب وصور الرهائن المرفوعة، يصف بعض المشاركين التحرك بأنه "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ المحتجزين، وتضاعف القلق بعد نشر تسجيلات فيديو لعدد من الرهائن في غزة، ظهروا فيها منهكين ومتعبين، وهو ما زاد من حدة المطالب بوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق سريع.
بدأت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم واسع لحركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية، وردت إسرائيل بحملة عسكرية غير مسبوقة على قطاع غزة ما أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 61 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة في غزة التي تعد الأمم المتحدة بياناتها موثوقة.
ومع دخول الحرب شهرها الثاني والعشرين، يواجه المدنيون في القطاع أزمة إنسانية خانقة على وقع تحذيرات أممية من خطر المجاعة، في حين يعيش الداخل الإسرائيلي انقسامًا متزايدًا بين حكومة تصر على "الحسم العسكري" وعائلات ترى أن أبناءها المحتجزين يضيعون في دوامة الحرب.