اليونيسف: إعلان المجاعة في غزة جاء متأخراً والأطفال يموتون يومياً جوعاً ومرضاً
اليونيسف: إعلان المجاعة في غزة جاء متأخراً والأطفال يموتون يومياً جوعاً ومرضاً
قال كاظم أبوخلف، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن إعلان الأمم المتحدة دخول قطاع غزة في حالة مجاعة "جاء متأخراً بالنسبة لمن يعيشون داخل القطاع"، مؤكدا أن الفلسطينيين هناك "يقضون الأيام والليالي بلا طعام".
أبوخلف أوضح في مداخلة مع فضائية "القاهرة الإخبارية"، مساء الجمعة، أن كثيراً من الأهالي، حين يحصلون على القليل من الغذاء، يقدمونه لأطفالهم أولاً، حتى لو كان ذلك على حساب حياتهم، وأضاف أن أكثر من ألفي فلسطيني استشهدوا، وأصيب نحو 14 ألفاً، خلال محاولاتهم الحصول على الطعام من أمام أبواب المؤسسات الإنسانية في غزة.
معايير المجاعة
وبيّن المسؤول الأممي أن إعلان المجاعة جاء بعد التأكد من استيفاء "العتبات الثلاث"، وهي: انعدام توفر الغذاء بشكل واضح، انتشار سوء التغذية، ووقوع وفيات ناجمة عن الجوع ومضاعفاته.
وأكد أن البيانات الأممية الموثقة تشكل "مواد طريق للمساءلة"، محملاً غياب المحاسبة مسؤولية استمرار الجرائم، ومنها استخدام إسرائيل التجويع أداة حرب.
ووصف أبوخلف الواقع في قطاع غزة بأنه "غير مسبوق في الذاكرة الحديثة"، مشيراً إلى أن معدل وفيات الأطفال اليومي يراوح بين 27 و28 طفلاً منذ 7 أكتوبر، ما يعادل "صفاً مدرسياً كاملاً يفنى يومياً"، وأكد أن ذلك يحدث "عن قصد وعمد، عبر التجويع والإفراط في القتل واللامبالاة".
لفت أبوخلف إلى أن نصف مستشفيات غزة فقط يعمل بشكل جزئي بسبب التدمير المنهجي، في حين يحتاج أكثر من 14 ألف شخص، بينهم آلاف الأطفال، إلى إخلاء طبي عاجل.
وأشار إلى تفشي الأمراض وسوء التغذية على نطاق واسع، في ظل استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات المنقذة للحياة من غذاء ودواء ووقود.
كارثة من صنع الاحتلال
الأمم المتحدة أعلنت، الجمعة، دخول القطاع رسمياً في حالة مجاعة، مؤكدة أن الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني "من صنع الاحتلال"، وليست نتيجة عوامل طبيعية، وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن "المجاعة في غزة ينبغي أن توقظ ضمير العالم كله"، مؤكداً أنها كانت "قابلة للتفادي لولا الحصار الممنهج ومنع دخول المساعدات".
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، يعيش سكان غزة كارثة إنسانية وصفتها منظمات الإغاثة بأنها "الأعنف في العصر الحديث"، دُمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل، وحُرم السكان من الغذاء والماء والدواء، بينما يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت حصار خانق.
وتقدر وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء تجاوز 62 ألفاً، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، في حين أصيب أكثر من 157 ألفاً، ومع استمرار الحصار ومنع المساعدات، أصبحت المجاعة واقعاً يهدد حياة مئات آلاف الأطفال الذين يواجهون خطر الموت جوعاً ومرضاً.